طه العامري -
المطلوب -وبعد التوافق والاتفاق على تأجيل الاستحقاق الانتخابي والذي كان يفترض ان يجرى في السابع والعشرين من ابريل القادم- ان تعمل الفعاليات السياسية والحزبية ذات العلاقة برؤى وطنية صادقة وبتفكير وطني جاد على احتواء منظومة الأزمات الوطنية بكل مسمياتها وأدواتها خاصة وان تلك الأزمات لم تكن رجماً بالغيب او نتيجة للصدف بل جاءت بها المكايدات السياسية والحزبية والفعل ورد الفعل الذي عنون مسارنا خلال الفترة الماضية، وهو ما يلزم كل الفعاليات التي ندرك أنها تعي فداحة نزقها الذي أوصلها إلى تأجيل موعد الاستحقاق الدستوري وهو حق دستوري لايمك حرية التصرف فيه لا الرئيس ولا الحزب الحاكم ولا الحكومة ولا أحزاب المشترك، ولكنه ملك الشعب ونيابة عنه المحكمة الدستورية العليا- التي وحدها من يحق لها التأجيل او الرفض.. ولكن نزولاً عند مطالب المعارضة تم التأجيل وعسى ان يكون خيراً، والمطلوب اليوم هو التوافق على التصدي لكل الظواهر الأزماتية وبؤر العنف والتطرف وكل ما من شأنه اقلاق السكينة، لأن كل ما نعانيه اليوم هو نتاج طبيعي لمراحل الكيد ولثقافة المماحكة ولخطاب اعلامي غير مسئول تبنَّاه البعض بهدف الكيد للآخر، فجاء الحصاد مراً ولكن على الجميع، ومن يدري ان يكون اليوم من طالبوا بتأجيل الانتخابات هم اكثر الناس حسرة وتضرراً وندماً، إذا ما أدركنا انهم وحتى اليوم لايملكون تفسيراً منطقياً وموضوعياً يبررون به موقفهم المستميت في التأجيل بعيداً عن الدافع العابر والنزق والقاضي فقط بمخالفة الحزب الحاكم، وتلك سابقة غير معهودة حيث يُفترض ان يكون التأجيل خيار ورغبة الحزب الحاكم وليس أحزاب المعارضة، ولكننا في اليمن حيث كل شيء يتم بطريقة غير مألوفة وفي ظل نظام سياسي وحزب حاكم ما انفكوا يبحثون بكل السبل والوسائل عن رضا المعارضة التي تمارس من الدلال غير المعهود، ومع هذا تنال كل ما تتمناه وفي كل الأوقات..!!
لكل ما سلف أقول ان المرحلة الراهنة تستدعي من كل ألوان الطيف السياسي والحزبي التفرغ للحوار الجاد والصادق والبنَّاء، والتفاهم على إغلاق الكثير من الملفات والأزمات التي فتحت في سياق المناكفات السياسية والحزبية.. وجاءت على حساب استقرار السكينة الاجتماعية واعتقد ان الوقت قد حان لإغلاق كل تلك الملفات وبمسئولية وطنية تجعلنا نعوض خسارة التأجيل ونعوض المخالفات الدستورية التي قمنا بها فقط لإرضاء المعارضة بحل بعض من القضايا والظواهر التي جاءت لنا بمثابة الحصاد لكل ما زرعنا.. فهل نعمل..؟