الميثاق نت -

الأربعاء, 25-مارس-2009
الميثاق نت -
لقاءات‮ : ‬عارف‮ ‬الشرجبي
الأعمال الإرهابية التي حدثت في بلادنا مؤخراً لاقت استهجاناً وإدانة واسعة من كل فئات وشرائح المجتمع وذلك لما تسببه من تشويه لطهارة صورة الاسلام وسمعة بلادنا اضافة الى إقلاق الأمن والسكينة العامة واستهداف الاستقرار والتنمية هو الأمر الذي لايمكن السكوت عليه‮...‬وعن‮ ‬خطورة‮ ‬تلك‮ ‬الأعمال‮ ‬وكيفية‮ ‬التصدي‮ ‬لها‮ ‬لمواجهتها‮.. ‬التقت‮ ‬الصحيفة‮ ‬عدداً‮ ‬من‮ ‬الشخصيات‮ ‬السياسية‮ ‬والاعلامية‮ ‬والتربوية‮.‬
‮< ‬حيث‮ ‬تحدث‮ ‬في‮ ‬البداية‮ ‬الدكتور‮ ‬عبدالوهاب‮ ‬الروحاني‮ ‬عضو‮ ‬مجلس‮ ‬النواب‮ ‬وزير‮ ‬الثقافة‮ ‬السابق‮ ‬قائلاً‮: ‬
ظاهرة الإرهاب هي دخيلة على مجتمعنا اليمني الذي تربى على حب الوطن وعلى القيم الإسلامية الأصيلة، ولمواجهة هذه الظاهرة الخطرة لابد من جهود تكاملية كبيرة بين الدولة والمجتمع بكافة شرائحه.. وأضاف: على مؤسسات الدولة عبء كبير في وضع أفكار ورؤى فكرية وثقافية وعلمية‮ ‬لمواجهة‮ ‬هذه‮ ‬الظاهرة‮ ‬ومحاربتها‮ ‬لأنها‮ ‬أصبحت‮ ‬تهدد‮ ‬الأمن‮ ‬والسلم‮ ‬الاجتماعي‮ ‬وجهود‮ ‬التنمية‮ ‬الشاملة‮.‬
ويقول الروحاني: إذا أردنا مكافحة ظاهرة الإرهاب لابد ان نعالج الأسباب التي من أهمها في تصوري ضعف التوعية والتثقيف الديني والعام.. وللأسف الشديد فإن المؤسسات المعنية في هذا الجانب لاتقوم بدورها بالشكل الذي يجب وهذا اعطى الجماعات المتطرفة فرصة كبيرة لبث وإشاعة‮ ‬أفكارها‮ ‬المسمومة‮ ‬باسم‮ ‬الإسلام‮..‬
وأضاف: إذا أردنا تحصين الشباب والنشء لابد من وضع استراتيجية وطنية تحدد مساراتها واتجاهاتها بحيث تجعلنا ننجح في حماية الشباب وتحصينهم من التطرف ونحصن بهم المجتمع كما أنه لابد من وضع خطة اقتصادية لإصلاح الأوضاع المعيشية وفق رؤية اجتماعية تغطي مختلف الخارطة الجغرافية للوطن للحد من البطالة والفقر التي تجعل البعض يقعون فريسة سهلة للمتطرفين الذين يستغلون حالات الفقر والعوز لدى الشباب ويجرونهم لارتكاب هذه الأعمال التي لاتمت للدين بصلة.. وطالب الدكتور الروحاني اعادة النظر في صياغة المناهج الدراسية منذ المرحلة الأساسية‮ ‬حتى‮ ‬الجامعة‮ ‬بحيث‮ ‬تكون‮ ‬مشبعة‮ ‬بالمواد‮ ‬التي‮ ‬تنمي‮ ‬ر‮ ‬وح‮ ‬الانتماء‮ ‬للوطن‮ ‬وتحصن‮ ‬الشباب‮ ‬والنشء‮ ‬من‮ ‬الأفكار‮ ‬الدخيلة‮ ‬والعدائية‮ ‬التي‮ ‬قد‮ ‬تؤثر‮ ‬على‮ ‬قناعاتهم‮ ‬اضافة‮ ‬الى‮ ‬وقايتهم‮ ‬من‮ ‬التطرف‮ ‬والغلو‮.‬
جرعات‮ ‬كافية
وشدد الروحاني على أهمية الاعلام بكل تفرعاته، تلفزيون، صحف، إذاعة في حماية الشباب واعطائهم جرعات كافية من ثقافة التسامح والوسطية وحب الوطن، فهذه الأجهزة »الرسمية« لديها إمكانات كبيرة يبدو أنها مشتتة لم يحسن استخدامها بالشكل الصحيح بما تتطلب ظروف المرحلة وكل ما استجد من أحداث وتحديات يعاني منها الوطن من الناحية الثقافية والهوية والأفكار الوافدة من خلف الحدود أو عبر الأقمار الاصطناعية والفضائيات.. ولذلك لابد من إعادة النظر في المنهجية الإعلامية بشكل سليم ممنهج لحماية المجتمع بطرق سلسة مقبولة وليس بطرق فجة مملة‮ ‬نمطية‮ ‬حتى‮ ‬تصل‮ ‬الرسالة‮ ‬إلى‮ ‬الجيل‮ ‬المستهدف‮ ‬وجذبه‮ ‬للإسهام‮ ‬في‮ ‬التنمية‮ ‬وترسيخ‮ ‬قيم‮ ‬الحب‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬التنصل‮ ‬عن‮ ‬القيام‮ ‬بهذه‮ ‬المهمة‮ ‬الوطنية‮ ‬الشريفة‮ ‬أو‮ ‬رمي‮ ‬هذه‮ ‬المسؤولية‮ ‬على‮ ‬اطراف‮ ‬أخرى‮..‬
ويختتم‮ ‬الدكتور‮ ‬الروحاني‮ ‬حديثه‮ ‬قائلاً‮: ‬لو‮ ‬استطعنا‮ ‬عمل‮ ‬هذا‮ ‬لتمكنا‮ ‬من‮ ‬تجفيف‮ ‬منابع‮ ‬الإرهاب‮ ‬أو‮ ‬إصلاح‮ ‬الأفكار‮ ‬المتطرفة‮ ‬التي‮ ‬تنتج‮ ‬الإرهاب‮ ‬الذي‮ ‬نعاني‮ ‬منه‮..‬
مفاهيم‮ ‬وطنية
- من جانبه يقول الدكتور علي قاسم إسماعيل وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي: من المؤكد ان الإرهاب آخذ بالتطور وتغيير أساليبه وفق كل مرحلة وأصبح من الصعب الحوار مع الإرهابيين واقناعهم بالتخلي عن هذه الأفكار التي تربوا عليها خلال المراحل الطويلة ولذلك يتوجب علينا في أجهزة الدولة ان نغير أسلوب المواجهة وفقاً لمتطلبات المرحلة.. علينا أولاً أن لاننسى دور التعليم في مواجهة التطرف من خلال غرس قيم ومفاهيم وطنية لدى الشباب والنشء تبدأ بالمراحل الأولى في التعليم حتى المراحل الثانوية والجامعية ولابد من إعادة النظر‮ ‬في‮ ‬المناهج‮ ‬التربوية‮ ‬وأسلوب‮ ‬التعليم‮ ‬وفق‮ ‬مفاهيم‮ ‬جديدة‮ ‬تحصن‮ ‬الشباب‮ ‬من‮ ‬الغلو‮ ‬والتطرف‮..‬
ويضيف‮: ‬للأسف‮ ‬الشديد‮ ‬نجد‮ ‬كثيراً‮ ‬من‮ ‬الطلاب‮ ‬يتخرجون‮ ‬من‮ ‬الجامعات‮ ‬وهم‮ ‬ليسوا‮ ‬محصنين‮.. ‬ولذلك‮ ‬لابد‮ ‬من‮ ‬تضمين‮ ‬المناهج‮ ‬أكبر‮ ‬قدر‮ ‬من‮ ‬المفاهيم‮ ‬الوطنية‮ ‬بمفهومها‮ ‬الواسع‮.‬
مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر في البناء الهرمي للمؤسسات التربوية والثقافية والرياضية والإرشادية حتى تستطيع وضع النقاط على الحروف في كيفية مواجهة هذه الظاهرة الخطرة التي تهدد مجتمعنا وشبابنا..ويؤكد وكيل وزارة التعليم العالي على ضرورة تنقية الحقل التربوي والتعليمي من أي اختراقات أو من المدرسين المتشددين الذين لايمكن لنا إنكار وجود عدد منهم في بعض المؤسسات التعليمية ولابد على القائمين على هذه المؤسسات من إعادة تقييم أداء المدرسين وإجراء غربلة واسعة بدافع وطني بعيداً عن أي حسابات أخرى، لأن السكوت أو تأجيل وضع مثل‮ ‬هذه‮ ‬المعالجات‮ ‬سيجعلنا‮ ‬ندفع‮ ‬الثمن‮ ‬غالياً‮.‬
وقفة‮ ‬مسؤولة
- إلى ذلك تقول نجيبة حداد وكيل وزارة الثقافة: إذا أردنا مواجهة الأفكار الدخيلة على مجتمعنا كالإرهاب والتطرف لابد ان نقف مع النفس وقفة مسؤولة ولابد من تحديد الأسباب التي جعلت هذه الأعمال تنتشر أكثر خلال الفترة الأخيرة.. وتضيف: تحصين المجتمع يبدأ من الأسرة ولكي تكون الأسرة وخاصة الأم قادرة على القيام بهذه المهمة لابد ان تلقى قدراً كبيراً من التوعية الإسلامية المعتدلة والثقافة العامة التي تحافظ على الهوية الوطنية وإلاَّ فلن تتمكن الأسرة من القيام بهذا الدور.. وتؤكد على أن الجهة المناط بها تثقيف الأسرة هي الوسائل‮ ‬الإعلامية‮ ‬المرئية‮ ‬والمسموعة‮ ‬وخاصة‮ ‬التلفزيون‮ ‬الذي‮ ‬يدخل‮ ‬إلى‮ ‬كل‮ ‬منزل‮ ‬دون‮ ‬استئذان‮.‬
وتقول: في تصوري إن الخارطة البرامجية للتلفزيون اليمني يغيب عنها هذا المفهوم الوطني المتمثل بتحصين الشباب والأطفال بمختلف أعمارهم وهناك قصور كبير في هذه الرسالة المهمة في عملية التوعية والحفاظ على الهوية الوطنية وخلق جيل محصن يصعب اصطياده وجره إلى أعمال الإرهاب‮ ‬بكل‮ ‬سهولة‮.‬
الإذاعة والتلفزيون هما المعنيان بشكل أكبر في حماية المجتمع من التطرف من خلال البرامج الهادفة وفق متطلبات المرحلة بكل تحدياتها الفكرية والإعلامية، والتواكل الحاصل في وسائل الإعلام والتوعية أثر الى حد بعيد على شبابنا وجعل أعداء الوطن يخترقون المجتمع باستيعاب‮ ‬الشباب‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الأعمال‮ ‬الإرهابية‮ ‬لأن‮ ‬الشباب‮ ‬لديه‮ ‬فراغ‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬الانتماء‮ ‬للوطن‮ .‬
ولذلك لابد من برامج توعوية مدروسة بشكل منهجي لأننا في اليمن أصبحنا محط أنظار العالم وأصبح المتربصون يدخلون للإضرار بنا عن طريق الشباب ولذلك لابد من غرس قيم الولاء بكل الوسائل سواءً في المدارس أو الجامعات أو النوادي أو المساجد وغيرها من المؤسسات الرسمية والشعبية‮.‬
اعادة‮ ‬النظر
وحول دور الإعلام الرسمي في مواجهة ذلك قالت وكيلة وزارة الثقافة: للأسف الشديد الإعلام في بلادنا ينقصه وضع الخطط والبرامج التي تحصن الطفل والشباب بل وتحمي الوطن من الأفكار الهدامة والدليل على ذلك كيف نرى الفضائية اليمنية تقوم بإعادة بث مسلسل الأطفال »عدنان ولينا« وقد مضى على بثه خمسة وعشرون عاماً من الآن وتتساءل قائلة: ألم تدرك الوزارة ان المفاهيم قد تغيرت منذ تلك الفترة حتى اليوم ألم تدرك الخطورة التي يوصلها المسلسل على وعي أبنائنا سواءً في غرس قيم العنف لدى الأطفال الذين يشاهدون المسلسل أو تلك القيم المنحرفة‮ ‬لهذا‮ ‬المسلسل‮ ‬والتي‮ ‬أفسدت‮ ‬القيم‮ ‬الأخلاقية‮ ‬لدى‮ ‬أطفالنا‮..‬؟‮!‬
وطالبت‮ ‬حداد‮ ‬بأن‮ ‬يتم‮ ‬إعادة‮ ‬النظر‮ ‬في‮ ‬مستوى‮ ‬أداء‮ ‬القائمين‮ ‬على‮ ‬إدارة‮ ‬هذه‮ ‬المرافق‮ ‬بكل‮ ‬مسؤولية‮ ‬وطنية‮ ‬لأن‮ ‬الوطن‮ ‬هو‮ ‬الأبقى‮ ‬إذا‮ ‬كنا‮ ‬حريصين‮ ‬ان‮ ‬نرى‮ ‬يمن‮ ‬معافىً‮ ‬خالياً‮ ‬من‮ ‬الإرهاب‮ ‬والمشاكل‮ ‬الأخرى‮.‬
مواكبة‮ ‬الاحداث
> وأخيراً يقول رئىس قطاع التلفزيون حسين باسليم: التوعية بشأن الابتعاد عن الغلو والتطرف هي مسؤولية تكاملية بين العديد من الجهات »الإعلام والثقافة والتربية والتعليم والرياضة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وغيرها«.. ولابد من كل هذه الجهات القيام بالدور الذي يحصن‮ ‬المجتمع‮ ‬من‮ ‬الإرهاب‮ ‬والتطرف‮ ‬لأن‮ ‬جهة‮ ‬محددة‮ ‬لايمكن‮ ‬ان‮ ‬تنجح‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬الإرهاب‮ ‬أو‮ ‬أفكاره‮ ‬المتطرفة‮ ‬التي‮ ‬استطاعت‮ ‬اختراق‮ ‬عقول‮ ‬شبابنا‮.‬
ويضيف: نحن في الفضائية اليمنية استطعنا عمل العديد من البرامج الهادفة سواءً من خلال المسلسلات المحلية أو الأفلام التي كان آخرها »الرهان الخاسر« أو بث البرامج المباشرة وغير المباشرة بهدف نبذ العنف وإدانته، ولكن جهود الإعلام وحده لاتكفي مالم يكن هناك تكاتف بقية الجهات الأخرى مثل الثقافة والإرشاد ودور المساجد في التوعية وغيرها من المؤسسات..ويؤكد باسليم ان الخارطة البرامجية لابد أن تتضمن برامج ومسلسلات وأفلاماً جديدة تواكب الأحداث وتحمي الطفل والشاب من الانجرار خلف المتطرفين وتوسع مدارك الشباب بأهمية الحفاظ على الهوية‮ ‬الوطنية‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬الأعمال‮ ‬الدرامية‮ ‬أو‮ ‬البرامج‮ ‬المكرسة‮ ‬لذلك‮.‬
تكاتف‮ ‬الجهود
ويشير بهذا الصدد إلى أن السياسة الإعلامية تسير وفق خطط ومحددات تم إقرارها عام 1995م ونحن ملتزمون بها سواءً في التلفزيون أو الإذاعة حتى اليوم.. وهناك اللجنة العليا للتخطيط البرامجي برئاسة الأخ وزير الإعلام وهي المعنية بإقرار البرامج لكل دورة برامجية قبل البدء‮ ‬ببثها،‮ ‬وهذه‮ ‬اللجنة‮ ‬أيضاً‮ ‬تعمل‮ ‬على‮ ‬تقييم‮ ‬كل‮ ‬دورة‮ ‬برامجية،‮ ‬وتنفيذ‮ ‬الدورة‮ ‬البرامجية‮ ‬الجديدة‮ ‬كل‮ ‬أربعة‮ ‬أشهر‮.‬
ويشير رئىس قطاع التلفزيون باسليم إلى أن الأخ وزير الاعلام وكل العاملين في قطاع الإعلام لم يدخروا جهداً في مواجهة مثل هذه الأفكار المتطرفة سواءً من خلال البرامج أو الندوات أو الورش ولكن هذه الظاهرة يجب ألا تحصر معالجتها على جهة معينة كونها مسؤولية وطنية ينبغي‮ ‬على‮ ‬الجميع‮ ‬أن‮ ‬يتحملوها‮ ‬بكل‮ ‬جدية‮.<‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9597.htm