الميثاق نت - گلمة‮ ‬الميثاق

الإثنين, 30-مارس-2009
گلمة‮ ‬الميثاق -
اليوم تبدأ قمة الدوحة العربية في أجواء تفاؤلية منبثقة عن المصالحات العربية التي سبقتها لتكون قمة مختلفة نسبياً عن القمم الـ20 التي سبقتها، لكن هذا التفاؤل لن يتحول الى واقع اذا لم يجرِ معالجة أسباب العجز التي صاحبت الجامعة العربية منذ نشوئها قبل ما يزيد عن‮ ‬ستة‮ ‬عقود،‮ ‬وأصبحت‮ ‬الحاجة‮ ‬ملحة‮ ‬الى‮ ‬احداث‮ ‬تطوير‮ ‬جدي‮ ‬في‮ ‬بنيتها‮ ‬ينتقل‮ ‬بها‮ ‬الى‮ ‬مستوى‮ ‬التحديات‮ ‬والمخاطر‮ ‬التي‮ ‬يجابهها‮ ‬وطننا‮ ‬العربي‮ ‬على‮ ‬مختلف‮ ‬الأصعدة‮ ‬السياسية‮ ‬والاقتصادية‮ ‬والثقافية‮ ‬والأمنية‮.‬
وفي هذا السياق تأتي محاولات اليمن بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح في إحداث التحول المطلوب في بيت العرب، لتكون منظومة قادرة على التصدي لمهام الاستحقاقات القومية، مستوعبة رؤيته للمتغيرات الاقليمية والدولية بحيث تمكننا من أن نصبح أصحاب مشروع مبني على استراتيجية نتجاوز به حالة الهشاشة والضعف والتمزق الذي جعل منا موضوعاً لمشاريع الآخرين الاقليمية والدولية.. ومن هنا فإن الدعوة الى قيام اتحاد عربي وفقاً للمبادرة اليمنية ليس المقصود منه التغيير في شكل التسمية بل وفي محتوى البنية المؤسسية لجامعة الدول العربية في بعده السياسي، بحيث يكون هناك صيغة تكسب قرارات قمم القادة والملوك العرب فاعلية.. طالما لها مضمون تنفيذي وملزم رابطاً ذلك بالبعد الاقتصادي من خلال احداث تغيير في آليات تنظيم العلاقات العربية الاقتصادية على نحو يفضي الى خلق مصالح تجارية تنموية واستثمارية بين الدول العربية يصعب القفز عليها في أي معطى سياسي عام ومصيري يخص هذه القضية أو تلك هذا الوضع أو ذلك حتى وإن كان متعلقاً بدولة عربية واحدة لما سيكون له من تأثيرات سلبية تنسحب على كل الدول العربية تفرضها المصالح المترابطة فيما بينها مدعومة بالأواصر المشتركة التي‮ ‬تجمع‮ ‬العرب‮ ‬كاللغة‮ ‬والتاريخ‮ ‬والإرث‮ ‬الحضاري‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الأسس‮ ‬والمبادئ‮ ‬التي‮ ‬تستمد‮ ‬منها‮ ‬هذه‮ ‬الأمة‮ ‬هويتها‮ ‬وسيكون‮ ‬لهذه‮ ‬العوامل‮ ‬فعالياتها‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬وجود‮ ‬مشروع‮ ‬عربي‮ ‬واضح‮.‬
هذا ما انتظره العرب من قممهم السابقة والتي كانت بمرور الوقت تولد لدى شعوب هذه الأمة حالة الاحباط واليأس وهذا ما لا ننتظره من قمة الدوحة وأن بدا واضحاً أن التمنيات التي يبديها البعض لن تغير من حقائق الواقع شيئاً.. فالمصالحات اذا لم تتجسد في حضور كل القادة المعنيين‮ ‬بهذه‮ ‬المصالحات‮ ‬فإنها‮ ‬مجرد‮ ‬تكتيكات‮ ‬غاياتها‮ ‬ذر‮ ‬الرماد‮ ‬في‮ ‬العيون‮ ‬كما‮ ‬هي‮ ‬العادة‮.‬
الاستحقاقات أمام قمة الدوحة جدية والأيام القادمة حبلى بمتغيرات سوف تفرزها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وملامحها تتبدى بوضوح في تغيرات علاقات الدول الكبرى بدول اقليمية مع الحفاظ على ثبات سياساتها تجاه اسرائيل.. فالرئيس الأمريكي أوباما يسعى لفتح صفحة جديدة مع ايران ويعلن استمرار دعمه لاسرائيل والنظر الى تركيا كلاعب اقليمي يتزايد دوره في منطقة الشرق الأوسط فيما يظل العرب هم موضوع مشاريع الجميع لأنهم بلا مشروع لذا نقول المطلوب من قمة الدوحة الخروج بقرار يؤسس لمشروع عربي ينتصر لقضايا شعوبنا ولحاضر ومستقبل أمتنا‮.<‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9682.htm