د. ابتسام الهويدي -
ليس هناك اليوم ما يشغل العالم سوى تداعيات الأزمة المالية العالمية وما جرَّته على معظم اقتصاديات العالم وخاصة دول العالم الثالث ذات الامكانات الضعيفة المعتمدة على القروض والمساعدات أو تلك التي تعتمد على القروض والمساعدات وتصدير نسب قليلة من الموارد الطبيعية كالنفط.
إن الخبراء الاقتصاديين على اختلاف مذاهبهم يرون أن العالم مازال في بداية الأزمة، وأن الأسوأ لم يأتِ بعد، وهم يعتمدون في تحليلاتهم تلك على تأثير تداعيات انهيار القطاع المالي العالمي على القطاعات الاقتصادية الحقيقية، اليوم وبرغم الاجراءات التي اتخذتها الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة والمتمثلة في التدخل من قبل البنوك المركزية في هذه الدول لانعاش المؤسسات المالية المنهارة أو تلك التي بدأ يهتز مراكزها المالية مازالت اقتصاديات هذه الدول تواصل انهيار معدلات نموها الناتج عن انخفاض معظم أنشطتها الاقتصادية.
استغنت الكثير من الصناعات اليوم والأنشطة المرتبطة بها في العديد من الدول عن الكثير من موظفيها وعمالها وارتفعت نسب البطالة الى مستويات لم تكن تعرفها هذه الدول منذ الكساد الكبير عام 1929م.. الكثير اليوم يتساءل رغم حدة الأزمة الاقتصادية التي بدأت تطال الجميع والمتمثلة في تدهور المستوى المعيشي، مازالت الأزمة في بدايتها..
إن الخبراء الاقتصاديين يصفون الاقتصاد اليوم بأنه مازال في مرحلة الركود الذي أصاب بعض قطاعاته وأنه اذا استمرت الأزمة المالية العالمية.. فإنه سوف يدخل مرحلة الكساد حيث سوف تصاب كل قطاعاته بالانهيار الكامل، وما سوف يجره من مشاكل اجتماعية خطيرة متمثلة في ارتفاع مستويات البطالة وتفشي الفقر خاصة في الدول النامية والفقيرة.