الميثاق نت - محمد علي سعد

الثلاثاء, 14-أبريل-2009
محمد علي سعد -
مع صدور المئات من المنشورات الصحفية كل أسبوع في البلاد وتحديداً أعداد كبيرة من الصحف الحزبية والأهلية الدائرة في فلكها والأهلية الأخرى الدائرة في فلك مصالحها، نجد أن هناك بعضاً من الصحف تنال من الحكومة أو تنال من شخصيات عامة ، سياسية، اجتماعية..الخ.تنالهم بمقالات وتعليقات وحتى كاريكاتورات.. وتسيئ لتلك الشخصيات او للحكومة او للحزب الحاكم، تستخدم من مواضيع الإساءة تلك عناوين بارزة تسوق بها صحفها.. ثم نجد نفس الصحف التي أساءت للآخرين ترجع الأسبوع الذي يليه لتقدم الاعتذار لمن أساءت لهم وكأن شيئاً لم يكن..هذا الأمر معيب ونعرف أن القانون يعاقب عليه.. الخ، لكن السؤال لماذا يلجأ بعض من أصحاب الصحف الى الإساءة للناس وإلصاق أسوأ التهم بهم ثم يعودون ليعتذروا عما اقترفوه بحق الآخر مع علمهم أن الآخر لو اشتكى قانوناً بما اقترف بحقه من أصحاب تلك الصحيفة لعوقب أصحابها ولربما‮ ‬صدر‮ ‬حكم‮ ‬بإيقاف‮ ‬صدورها‮.‬
من هذا كله نقول: إذا كانت الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه فإن حرية الرأي والتعبير بما فيها حرية إصدار الصحف والممارسة الصحفية هي جزء من العملية والممارسة الديمقراطية المسؤولة.. نقول المسئولة لأن كل ممارسة صحفية غير صادقة ولا مسئولة تتحول لشكل من أشكال الفوضى‮ ‬والبلطجة‮..‬الخ‮.‬
نقول‮ ‬للجميع‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تخطئوا‮ ‬بحق‮ ‬الناس‮ ‬ثم‮ ‬تكتبوا‮ ‬اعتذاراً،‮ ‬اتقوا‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬أنفسكم‮ ‬وفي‮ ‬الناس‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬فضائح‮ ‬اعتذاراتكم‮ ‬التي‮ ‬صارت‮ ‬شبه‮ ‬أسبوعية‮.‬
والحقيقة أن ثمة صحفاً هي اشبه بصحافة »البلاي بوي« الموجودة في العديد من الدول الأوروبية، بمعنى صحف فضائح وأراجيف وأكاذيب وشتم وشتم آخر.. وان حرية الصحافة الموجودة في هذه البلاد الطيبة وبدلاً من ان ترتقي بمسؤولية الكلمة وبأهمية دور الصحافة، حوَّلها بعض المشتغلين‮ ‬فيها‮ ‬الى‮ ‬صحافة‮ ‬تنشر‮ ‬فضائح‮ ‬أسبوعية‮ ‬تحت‮ ‬اسم‮ ‬صحيفة‮ ‬كذا‮.. ‬وكذا‮.. ‬الخ‮.‬
والخلاصة تفيد أنه لابد من وجود مراجعة حقيقية لهذا النوع من الإصدارات التي تشتم وتكذب وتلصق التهم ثم تعتذر كل أسبوع.. المطلوب مراجعة لصحافة تمارس الرذيلة من خلال شتم الآخر واتهامه بكل تهم العيب مستغلةً الأجواء الديمقراطية.
المطلوب‮ ‬في‮ ‬مهنة‮ ‬الصحافة‮ ‬أن‮ ‬نعلن‮ ‬قولاً‮ ‬وعملاً‮ ‬حبنا‮ ‬لبلادنا‮ .. ‬حبنا‮ ‬لوطننا‮.. ‬ولأخلاقيات‮ ‬المهنة‮ ‬وأدب‮ ‬النقاش‮ ‬واحترام‮ ‬الرأي‮ ‬والرأي‮ ‬الآخر‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬أساليب‮ ‬الشتم‮ ‬والشتم‮ ‬الآخر‮.<‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9867.htm