معاذ الخميسي -
ليس أسوأ من فصل التيار الكهربائي في اليوم أكثر من مرة .. إلا أن يأتي موظف الكهرباء ويصعد على السلم ليقطع الكهرباء عن منزلك وأنت لا تحمل في رقبتك ولا في ذمتك ريالا واحدا للمحروسة وزارة أو مؤسسة الكهرباء !
وليس هناك أشد مرارة وألما .. إلا أن تعاقبك الكهرباء على انتظامك في تسديد الفواتير الشهرية أولا بأول .. بفصل التيار تحت عذر أنك غير مسدد !
> لا أعتقد أنه إلى هنا ويكفي .. فالأمر يطول شرحه .. والحكاية تفاصيلها تؤكد أن العشوائية مازالت تتحكم في كثير من الاتجاهات .. وأن ما يقال عن التقنيات الحديثة مازالت متأخرة أو لم تصل إلى الكهرباء !
> بالطبع .. حالة القطع - مع سبق الإصرار والترصد - للتيار الكهربائي بسبب عدم التسديد والفاتورة مسدده حتى آخر مليم .. وختم المحصل يشهد على ذلك .. تتكرر مرتين وثلاث .. وفي الأخير لا يجد المتضرر من يقول له عفوا .. نحن غلطانين .. أو حقك علينا !!
> الأكثر وجعا .. أن يطير المتضرر إلى المنطقة الكهربائية الأقرب وهو حاملا سند السداد .. ليثبت لهم أنهم مخطئون .. فلا يجد تفاهما لمشكلته .. ولا من يسارع لإصلاح الخطأ !
> لا تظنوا أنني أبالغ أو أصطاد في ماء الكهرباء الذي يجلب الموت .. فالأمر حدث معي قبل أشهر قليلة .. وليس مرة .. بل مرات .. استطعت في المرتين الأولى والثانية اللحاق بموظف الكهرباء وإبراز سند السداد .. ومرة ثالثة لم ألحق به .. لأنني غير متواجد في المنزل .. ففُصلت الكهرباء .. وقطعت عملي وعدت إلى المنزل وأخذت سند السداد .. وذهبت إلى المنطقة التي يسمونها " المنطقة الأولى " فوجدت المدير يقول "ما نفعل لك "!!
> حاولت أن أعرف سببا مقنعا .. فقالوا أنني سددت في مكتب تحصيل بشارع العدل ولم أسدد بمكتب تحصيل في شارع الحصبة .. مع أن المسافة التي تفصل بينهما صغيرة جدا .. وحسب ما أعتقد أنني أعيش وأسكن في أمانة العاصمة !
> عرفت منهم أن السداد في منطقة أخرى داخل أمانة العاصمة يتسبب في تأخير وصول معلومات التحصيل .. وحملة قطع الكهرباء تسبق وصولها .. ولذلك حصل الخطأ !!
> هذا عذرهم .. ومبررهم .. مع أننا نعيش في عصر الحاسوب .. ومن البديهي جدا أن يكون هناك شبكة حاسوبية للتحصيل .. وفي أي مكان أو زمان يسدد المواطن ما عليه .. يظهر ذلك في خلال دقيقة ان لم تكن ثوانٍ عند المسئول عن القطع .. أو في أي مكتب للكهرباء بأي محافظة!!
> تخيلوا بنك التسليف التعاوني والزراعي يقدم لك خدمة تسديد الفواتير ليس من أي مكان في اليمن .. ولكن من أي مكان في العالم .. وبلمسة زر بالتلفون تسدد من حسابك .. وبينما الأخوة في الكهرباء يقولون لك لا تسدد إلى في حدود منطقتك !!
> أمعقول ما يحصل .. وهل الكهرباء فقيرة ولذلك لم تتمكن في إنشاء شبكة تحصيل حاسوبية .. في وقت أصبح فيه العالم قرية واحدة .. وصار بإمكان أي وزارة أو مؤسسة أو شركة متابعة كل شيء إداريا أو ماليا في أي مكان !
> واقعنا الكهربائي يحكيه المثل الذي يقول لا أفتش مغطى .. ولا أغطي مفتوش .. ورغم أن المسلسل المكسيكي "طفي .. لصي" يُعرض هذه الأيام صباحا ومساء .. وبسببه تعطلت كثير من الأجهزة الإلكترونية .. إلا أن المتخصصين أو المسئولين .. لا حس ولا خبر !
> وما يولد أمراض القلب وتصلب الشرايين أن ندفع المبالغ لشراء الشمع .. ونخسر مبالغ أخرى بالكاد حصلنا عليها على الكترونيات .. ومع ذلك تأتي فاتورة الكهرباء محملة بأرقام تفجع .. ومجبر أخاك لا بطل .. يحرص كل واحد على أن يدفع في وقته وحينه .. ورغم ذلك يأتي من يقطع عليك الكهرباء ويقول لك بكل برود .. أنت غير مسدد !
> قبل أن تنقطع حبال الكهرباء .. وتقطع حبال أفكاري .. اسمحوا لي أن أتذكر مديونية طويلة .. عريضة .. بالملايين .. أعلنت عنها الكهرباء ذات يوم وأكدت أن أصحابها من الوجاهات والقيادات لم يسددوها حتى الآن !
> بالمناسبة .. لماذا لا يمرّ "سلام" القطع على أولئك .. وهل سددوا أم عفى الله عما سلف !!
[email protected]
الثورة