عبد الله الصعفاني - عندما تتصدر صحف حكومية أو صادرة عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم كالوحدة والميثاق قائمة الإصدارات التي تتعاطى النقد للفساد فإن ثمة إشارتين الأولى أن ماتسميها المعارضة «بالسلطة» تشجع على انتقاد هذا الوباء ولاتجعل من الإنفاق على الإعلام الحكومي عائقاً أمام قيامه بدور إيجابي يتجاوز المفهوم المتخلف الذي يرى وسائل الإعلام الحكومية أو تلك التابعة للحزب الحاكم مجرد متارس تدافع عن الفاسد أو تطبل للعابث محولة الحبة إلى قبة والواجب إلى إنجاز خرافي.
< والإشارة الثانية لنتائج المسح المحايد هو إعطاء شهادة للصحافة الرسمية باتخاذها مواقف صارمة من بلاء الفساد مايعني أن الجميع يتفق على أن العبث بمقدرات المجتمع وحقوقه هو أكبر من مساعي من أدمنوا هواية حجب شمس الظهيرة بالمنخل ومنع هطول أمطار الصيف بالغرابيل.
هذا الأمر يدفع للقول «برافو صحف الحكومة»..
< غير أن تواضع حضور الصحف المستقلة والمعارضة بالمقارنة مع أعدادها وماتحدثه من الجلبة والضجيج وهو تواضع أكده المسح نفسه.. هو دلالة رقمية أكيدة على حجم القصور في الرسالة الإعلامية التي تقدمها صحف يفترض أن تكون أكثر تحرراً في نقد فساد الأشخاص والمؤسسات لكن رؤية الإعلان تكشف غالباً أن المعلن ممنوع من النقد بسبب يتعلق بالصرف.
< ولا أريد أن أبهت زملاء في دنياهم المهنية لكن لابد من الإشارة إلى صحف كثيرة اختارت تحويل صفحاتها الأولى إلى صفحات حوادث بصورة يبرز فيها الترصد أو حتى الغفلة التي تقدم البلاد كلها بأنها مجرد مناطق أحداث وانفجارات وبصورة طاردة للسائح والمستثمر دون فهم بأن لكل حادث خلفية فساد إما في القانون واللائحة أو في المعنى بالتطبيق.
< فضلاً عن استئثار البعض بمقدرات الكل بصورة غير شرعية، وهو مايستحق أن يخوض فيه الجميع سعياً لإثبات أن الصحافة عموماً هي ضمير المجتمع... !! |