حوار/ امين الوائلي -
كان مديراً لمديرية خنفر/ جعار، واليوم وبعد أحد عشر عاماً يعود إليها مديراً قادماً من المحويت حيث كان يشغل منصب وكيل المحافظة هو ابن هذه المديرية والمنطقة وابن أبين.. يعرفه الناس ويثقون به.. تماماً كما هو الحال مع مدير الأمن الجديد الشيخ علي أمطيري.. كلاهما مناضلان بارزان ولهما تأريخ مشترك وناصع.. وسجل رائع في قلوب الناس الشيخ المناضل أحمد غالب الرهوي مدير عام مديرية خنفر محافظة أبين يتحدث لـ»الميثاق« عن خنفر.. والوضع الأمني.. وعن المشاكل الخدمية.. وعن مستقبل المدينة.. ولا ننصرف دون أن نسأله عن المشهد السياسي.. وعن زوبعة »الحراك« والمناضلين الجدد القدامى وهكذا أجاب:
حوار/ أمين الوائلي
< لو أردنا أن نجمل صورة عن الأوضاع في جعار - خنفر .. الآن وبعد هذه التطورات التي شهدتها المديرية مؤخراً .. كيف تصفونها؟
- أرحب بكم أولاً الى مدينة جعار عاصمة المديرية، والى المجمع الحكومي للمديرية وتلاحظونه أنتم .. بدأنا إعادة الحياة لديوان المديرية شاكرين للمؤسسة الاقتصادية اليمنية لتعاونها مع قيادة سلطة المديرية الجديدة وتمكينها من هذا المبنى لإعادة نشاط المكاتب وفروع المكاتب في المحافظة.. ويمثل المجمع الحكومي للمكاتب.. ونحن بصدد ترتيب أوضاعهم من أجل تقديم الخدمات للناس كما عهدوها في السابق.
بالنسبة للأوضاع بعد الحملة.. الأمور هادئة والناس بطبيعتهم في هذه المنطقة يحبون السلم والهدوء والسكينة ويتابعون مصالحهم.
لا أخفيك سراً ان الناس كانوا متضايقين من الوضع الذي كان سائداً.. لكن كما يقولون ليس باليد حيلة، لم يكن بيدهم إمكانية أو شيء من هذا القبيل..زد على ذلك أن السلطة في المديرية التي كانت موجودة لم تكن تعطي اهتماماً لمسألة كيفية محاصرة هذه البؤر التخريبية حتى لا تتسع وتستفحل.
وكان المواطن العادي الذي لا يقبل بهذا الوضع تساوره شكوك تجاه السلطات بمعنى أن هناك مباركة.. وبالتالي لسنا نحن أحرص من السلطة على أمنها، وبالذات عندما وصل الأمر الى تفجير مبنى مدير المديرية وهو يمثل رمز الدولة في المديرية، ثم تدمير مبنى المؤتمر الشعبي العام وهو يمثل الحزب الحاكم، ثم انتقل مدير المديرية الى مبنى آخر فتم تدميره ونهبه ثم انتقل الى مبنى ثالث تم أيضاً تدميره ونهبه.
مما زاد من شكوك الناس.. يعني أن الموضوع فيه شيء غير مفهوم طالما أن هذا كله يحدث ولا توجد محاسبة ولا عقاب.
لكن بعد الحملة أنا أرى وأحس نبض الناس، كأنهم تنفسوا الصعداء وكانوا في انتظار هذا الفرج.
والحمد لله الأمور طيبة.. والأخ وزير الدفاع أشرف على عملية إعادة الأوضاع الى هذه المديرية والقبض على الخارجين عن القانون ومطاردتهم ومداهمتهم وهذه عززت من ثقة الناس وأعادت الثقة التي كانت مفقودة بين السلطة وبين المواطن.
ضف الى ذلك أن المواطنين يشجعونا ويساعدونا، ويتصلون بنا للمباركة باستمرار، يؤكدون أنهم مع الدولة ومع هذا النظام والقانون وأن من يخرج عن القانون ليسوا معه، بعد أن تبينت لهم الصورة.. وأغلب من قبضنا عليهم وتابعناهم .. كلها كانت ببلاغات من مواطنين.. لكن قبل هذا كان المواطن يبلغ ويحبط ولا يسمعه أحد أويبلغ ويأسف أنه بلغ.
الآن الأمور طيبة والناس مع مصالحها وتسهر أمام المنازل لا يحدث ما يعكر صفو السكينة والهدوء في هذه المديرية.
وفي نفس الوقت نقول : من يريد أن يخل بالأمن ويضر بالسكينة أو يسيئ الى النظام العام والمهام المناطة فإننا لا نتردد بأن نحاكمه ونعاقبه وسنتصدى له بصريح العبارة.
الكهرباء.. شبكة من نصف قرن
< لو تحدثنا عن الأوضاع الأخرى في المديرية.. الاقتصادية والخدمية؟
- بالنسبة لهذا.. نحن وضعنا الآن برنامجاً وخطة عمل.. ركزنا فيها على الجانب الخدمي الذي يمس مصالح الناس وحياتهم.
نحن عندنا مشاكل بصراحة في هذه المديرية.. مشاكل كبيرة.
< مثل..؟
- منها مثلاً الكهرباء.. وضعها مزرٍ، الشبكة متهالكة.. عمرها قديم من الخمسينات المدينة وضواحيها توسعت.
< الشبكة الكهربائية من الخمسينات؟
- نعم.. هذه المدينة عرفت المدنية في الخمسينات ..من ٥٤ م، زرعت القطن وشبكة الري الحديثة التي تروي الدلتا بنيت في ٥٤/٦٤٩١م، والمدينة عرفت النظام المالي والنظام الإداري والتخطيط المدني والعمراني، بل ان التعليم كانوا يأتون للدراسة في جعار من مختلف أنحاء الجنوب اليمني سابقاً، فقد وجدت قاعدة تعليمية .. من شبوة.. من المفلحي.. من بيحان.. من يافع .. الخ. فليس غريباً على هذه المدنية أنها تلتف حول السلطة وتساعدها لأنها أصلاً هي تربت على المدنية والنظام والقانون.
على هذا الأساس.. الخدمات لابد من معالجة مشكلاتها ومعاناة الناس.. شبكة الكهرباء.. بسبب التوسع العمراني وزيادة السكان والتطور في توصيل الكهرباء الى مناطق كانت محرومة من زمان، فقدرة التحمل للشبكة الداخلية ا لآن تعتبر في أعلى حد.. وهي تقريباً (٧١) ميجاوات..
كنا نستهلك إلى ٦٩ - ٧٩٩١م بما يساوي (٢١) ميجاوات وتبقى عندنا ٦ أو ٥ ميجاوات احتياط ، الآن تُحمل الشبكة كل الـ(٧١) ميجاوات، ونتيجة قدمها لم تعد تحتمل.. يعطل محول هنا.. وشبكة هناك.. وهذا يؤدي لانقطاعات وتزامنها مع الصيف والحر تؤثر على الناس وتترك حالة عند الناس وكأن الوضع متعمد ومستقصد، ولكنه خارج عن الإرادة.
< وتصور الحل.. ما هو؟
- تصور الحل.. هناك دعم إضافي وهل عند الاخ المحافظ، وقد خصص منه جزءاً لتجديد الشبكة والمحولات حتى تستطيع أن تستوعب القدرة الاستيعابية للناس وتستطيع أن تتحمل.
< متى تبدأون في المشروع؟
- المناقصة أعلنت وسنبدأ بمجرد تحديد المقاول، وأتصور ذلك في القريب العاجل.. ولكنني أقول للمواطنين أن الموضوع سيأخذ الصيف تقريباً الى أن ينجز هذا العمل.
المياه .. مشكلة ومعاناة
< إضافة الى الكهرباء.. ما هي الأولوية الملحة والمعاناة الأبرز وتحتاج سرعة الحل والمعالجة؟
- إضافة الى الكهرباء عندنا المياه.. عندنا حوض الدلتا فيه تقريباً ٩٣ - ٠٤ بئراً، هذه الآبار تضخ المياه الى الخزانات التي تغذي، وإعادة الضخ الى عدن.. وبالتالي الكميات التي تعطى لنا وفق اتفاق.. ولكن أحياناً المشكلة الكهربائية تؤثر على عملية الضخ، وهناك ابار جفت نتيجة السحب،و نتيجة قلة الأمطار والسيول، فالمصدر لم يعد يغذي ويسحب منه دون تعويض.
جزء من جعار منها يتغذى من مياه عدن وجزء من الحصد يتغذى من مياه عدن، وزنجبار من مياه عدن، والكود كذلك، يعني من الخزانات الموجودة في الحصن والتي تضخ المياه لعدن.
نحن مقدرون الوضع للأخوة في عدن، باعتبارها العاصمة الاقتصادية والسياحية وفيها الاستثمارات والشركات والأجانب.
أحياناً نتحمل مثل هذه المشاكل ونفضل أن لا نؤثر على الأخوة في عدن، ونحن في طريقنا الى معالجة هذه المشكلة.. نحن جددنا شبكة في الحصن، وشبكة في جعار.. وإن شاء الله الأمور تتحسن شيئاً فشيئاً.
البدء في الترميم
< وماذا عن المرافق والمكاتب الخدمية الأخرى؟
- عندنا المرافق.. تعرضت للنهب والكسر والتخريب.. وأصبحت غير صالحة للعمل مما أدى الى أننا الآن في هذا المبنى الذي أخذناه من المؤسسة الاقتصادية - مشكورة - حددنا غرفاً معينة للمكاتب الحكومية حتى يسهل على الناس التواصل هنا داخل المديرية بدلاً من الذهاب الى زنجبار واليوم أشعرنا بأنه سيتم البدء بترميم المباني الحكومية التي دمرت وإن شاء الله يساعدنا ذلك ويوفر قدراً زائداً ومهماً من الطمأنينة لدى المواطن أجهزة الدولة متواجدة والتكوين الإداري للمديرية موجود حتى تزداد ثقته وعلاقته بالسلطة والمديرية.
< هناك تساؤل عن دور السلطة المحلية في هذه المديرية خلال الفترة السابقة؟
- السلطة المحلية في المديرية عاشت هذه الظروف ولم تستطع عمل حل في وقتها، ولكن الآن عندما أتينا نحن بدأ نشاطها وعملها مع أن الدولة غير مقصرة معها.. المشاريع والاموال التي تضخ غير عادية.
الجهاز الأمني
< أريد أن أسألك عن القوة الامنية داخل المديرية.. يقال أنها أرقام بلا أجسام ولهذا حدثت أعمال الشغب والفوضى وجرائم المخربين دون ردع؟
- قبل أن أتحمل المديرية مع الاخ العقيد علي أمطري كانت قوة الأمن في المديرية تبلغ (٠٥٣) جندياً.. موزعة عليهم (١٠٢-٥٠٢) قطعة سلاح.
منذ مسكنا المديرية - قبل أيام - لا يوجد فرد ولا سلاح ولا مخزن فيه رصاصة.. كلها مع الافراد غير القادرين على العمل.. منهم المرضى، والعجزة، ومنهم المتخاذل.
تقريباً ٠٢-٠٣ هؤلاء يمكن أن تعيد تفعيلهم من كامل القوة البشرية الأمنية!
< ولايزال الوضع قائماً إلى الآن؟
- طبعاً الوضع الآن تحسن وإلا لم تكن الأمور ستسير بهدوء.
الأخ مدير الأمن من الشخصيات المعروفة والمناضلة وله تأثيره عند الناس وهو يشعر بالمسؤولية أيضاً.. لديه الآن أفراد يشتغلون معه وهم ليسوا موظفين، وأنا عندي أفراد غير موظفين كذلك والمطلوب هو أن تساعدنا القيادة.. وتمنحننا فرصة بمائة فرد أو مائة وخمسين نختارهم من الشباب الجيدين الموثوق القادر الفاعل والشخص الذي يمكن ينتسب الى هذه المديرية أمنياً..وتصورنا أن نقيم مركز شرطة للمدينة ونريد أن نرفده بعناصر هي العناصر الطيبة الفاعلة التي ستقوم بمهمتها، لأننا الآن لا نجد لدينا الا أناساً عندهم إحباط وعجزة غير قادرين على العمل، ونحن بحاجة الى تجديد وقد وعدنا وننتظر الدعم وسندعم بهذا الجانب.
كوكتيل.. جعار
< المديرية قابلة لنشاط اقتصادي وتنموي ومؤهلة لإحداث نقلة غير هينة إذا ما أريد استثمارها.. هل لديكم تصور في هذا الخصوص؟
- هذه المديرية.. هي مديرية الكوكتيل او الموزاييك.. والمثقفين والحزبيين والنقابيين والمزارعين والعمال.. هي نبض المحافظة ومنطقة خصبة تقع بين واديين، وادي حسان في الشرق، ووادي بناء في الغرب وتكونت دلتا خصبة .. العمالة تشتغل بينها والزراعة متواجدة.. ولدينا الآن مصنعان عملاقان للاسمنت في باتيس سوف يمتصان كثيراً من البطالة، وسيحققان نهضة على المستوى المحلي وعلى مستوى المحافظة.
< متى يبدأ العمل فيهما؟
- واحد من المصنعين سوف يبدأ ينتج في يوليو ،والثاني بعده بفترة، وهذه مؤشرات ازدهار غير عادية في المديرية إذا أحسنا التصرف وأحسنا إدارة الدولة، والشأن العام وكنا أكثر ملامسة لقضايا الناس وشعر المواطن أن الدولة هي مظلته وهي التي تعالج قضاياه ونحن طموحون ونشعر أن الامور ستكون أفضل مما هي عليه الآن.. ولم يمر على تعيينا الا اسبوعان، ولكن البعض يقولون لنا مش معقول هذا التحول السريع والطيب خلال هذه الايام القليلة.. الامور هادئة وأعيد بناء المؤسسات والمكاتب، ونؤكد أنه بتكاتف الجميع والطيبين والخيرين كل شيء يصلح ويتحسن..ولدينا مشروع طريق باتيس رصد، والعمل فيه جار وهذا المشروع يربط بين مناطق يافع ذات الأعداد السكانية الكبيرة ويفتح لها آفاقاً كبيرة تمر عبر هذه المديرية وتشجع على ازدهارها وازدهار حركة تجارية وتنموية غير عادية.. وكل هذا مرتبط بحسن إدارة الشأن العام في هذه المديرية لأن الدولة كانت - تقريباً- قد غابت تماماً عن هذه المديرية لعامين والأمور كانت بهذه الصورة غير طبيعية..!
تصالح.. مع مَنْ؟!
< لو سألتك في سياق آخر بعيداً عن الشأن المحلي الخاص بالمديرية .. وقد أشبعنا فيها القول، كيف تقرأون شخصياً ما يثار الآن من دعوات باسم الحراك والنضال والتجديف ضد الوحدة الوطنية؟
- نحن موقفنا واضح من بدء إرهاصات الوحدة وكنا عدد قليل يعد بالأصابع.. وكان خيارنا خيار الوحدة ووقفنا ضد من يريد أن ينحرف بمسار الوحدة، في ظل وجود الحزب.. بجيشه وهيئاته وقاعدته وإمكاناته وقبضته الحديدية وكنا مواجهين له.
وأنا ما أريد أقوله: إن المؤتمر الشعبي العام في تلك الفترة .. فترة تأسيس استطعنا ونحن مجموعة بسيطة من الناس ينتمون الى المؤتمر الشعبي العام أن نواجه الحزب ونقارعه ونحن مجموعة بسيطة في ظل سيطرة ا لحزب على كل شيء.. من الحي والحارة ا لصغيرة، الى المدينة.. بهيئاته المختلفة منظمة الدفاع، منظمة الميليشيا، منظمة الشباب، منظمة الطلائع، منظمة الحزب، منظمة الفلاحين، منظمة العمال، هذه كلها في قرية واستطعنا أن نقارعه وأن نكون مع الوحدة.
والآن الموقف هو نفسه.. الشيء الذي لم يستطيعوا أن يحصلوا عليه بالدبابة يريدون أن يحصلوا عليه الآن بأسلوب آخر ، فهم وجهان لعملة واحدة.. والآن يريدون الانفصال باسم الحراك.
جاءوا قبل فترة يدعوننا للحراك، قلنا لهم أولاً، أنتم عندما دخلتم الوحدة كنتم تعتبرون أنفسكم أوصياء على أبناء المحافظات الجنوبية، وأنهم مازالوا غير راشدين وبالتالي لديكم صك عليهم عندما تريدون وحدة وحدة.. حرباً حرباً.. تخرجوا تخرجوا.. تدخلوا تدخلوا هذا الموضوع لم يكن مقبولاً منكم.. كان المفترض أنكم تتصالحوا مع أنفسكم لأنكم تقاتلتم عشرين مرة.. وكان يفترض أن تتصالحوا مع الناس اللي ذبحتوهم وشردتوهم وصفيتوهم وأخذتم ممتلكاتهم وحقوقهم وأعراضهم .. كان يفترض أن تتصالحوا مع هؤلاء حتى تعطوا مصداقية أنكم داخلون الوحدة بصدق ، لكنكم رميتم هؤلاء الناس عرض الحائط..وتركتم الورقة الرابحة بيد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، بدلاً من أن تعالجوا كل ما ارتكبتموه سلمتموها لفخامة الرئيس ليعالجها، فجاء ليعالج قضايا الاسكان والارض والمفقودين، والاخ الرئيس لا يتراجع عن معالجة مثل هذه القضايا لأنه يعرف أنها ألغام موقوتة إذا لم تعالج وتحل ستكون يوماً من الأيام حجر عثرة.. وتكرم فخامة الرئيس مشكوراً بمعالجة كل هذه القضايا عن طريق أجهزة الدولة.. هذا خطأهم الأول الخطأ الثاني..
خطأهم الثاني الآن.. جاءوا مرة أخرى ويطلبون أن نقف كلنا أبناء الجنوب موقفاً واحداً.
قلنا لهم: ذاك اليوم رفضتم أيام الوحدة أن تتحدثوا معنا.. اليوم .. عندما تقولون تصالح، تتصالحوا مع من؟
أنتم تتصالحوا مع أنفسكم .. أنتم القاتل.. الحاكم.. الظالم.. المؤمم.. المصادر.. إذاً مع مَنْ تتصالحوا.. خلوا معكم جرأة وشجاعة وتصالحوا مع الناس اللي ظلمتوهم لكم اليوم ٨١ سنة من يوم الوحدة وأنتم راكبون رؤوسكم أنه لا يمكن وأنكم الأولياء والراشدون.. والآخرون كلهم أطفال..
تصالحوا مع الناس واكتشفوا حقيقتكم، قولوا احنا قتلنا وأممنا وصادرنا ونطلب منكم العفو عنا واسمعوا رد الناس.. لكنهم كالحرباء كل يوم بلون.. تتكيف مع الموقع اللي هو فيه.. أخضر.. أزرق.. أغبر.. ستظلون تدورون في حلقة مفرغة..
الذي تصدى لكم أمس في حرب الانفصال سيتصدى لكم اليوم مرة أخرى.
تجنب الثأر السياسي
< اليوم صاروا يمتدحون العهد الشمولي البائس وفترة ما قبل الوحدة.. وأنهم فقدوا ملك سليمان؟
- هم كانوا على شفا حفرة من النار.. كانوا إلى الهاوية.. جاءت الوحدة وتعلقوا بها وأنقذتهم.. والحديث في هذا يطول..
قضيتهم الآن مصالح مصالح فقدوها ومواقع فقدوها.. لا أقل ولا أكثر ، والمثل يقول مجرِّب المجرِّب عقله مخرب، قد جربناهم والموضوع هو مصالح شخصية وسلطوية وسياسية لا أكثر.
< ولكن هناك من يتحدث اليوم عن الحق في الجنوب وكأنه حق متوارث عن الآباء والأجداد« وسواء طارق الفضلي أو غيره فإنهم يطالبون بالتالي بحق شخصي؟!
- والله .. حقه وحق آبائه، مع احترامي للشيخ طارق ومع تقديرنا له.. نحن نشجعه على أن يأخذ حقه، ممن؟ من الاخوة اللي في الحراك.. هم اللي عندهم الدين وهم المدين، يأخذ حقه منهم ونحن معه..أنا والدي ذبح وصفي في السجن وأنا ما شفته.. احنا معه نأخذ حقنا من الجماعة اللي مصلحين الحراك، ما حد لنا عنده دين آخر غيرهم.الأخ مدير الأمن الشيخ علي أمطري.. أهله وأخوه وعمومه شكلت لهم محكمة في السوق في جعار.. في الشارع سموها محكمة شعبية وحكمت عليهم بالإعدام هكذا بدون أية تهم.. بدون أي اثباتات.. هذا له حق وأنا لي حق وآلاف من الأسر المنكوبة.
لكن نحن وتقديراً للأخ الرئيس احترمنا والتزمنا توجيهاته عندما يقول تجنبوا الثأر السياسي لا نريد الثأرات ولأننا نحترم هذه الهامة وهذا الرمز وننحني أمام ما يقوله.. لكن كحق شخصي ودم شخصي أنا حتى بعد عشرين سنة سأحاكم قاتل أبي واللي آخذ حقي، وأوصله للمحكمة كما عملوا مع نشاو شيسكو في رومانيا، وكما عملوا في ألمانيا أو تشيلي، سنقدمهم للمحاكم وسيحاكمون على كل ما أقترفوه..
وعادها في رقابهم الى اليوم..ومع احترامي للشيخ طارق ربما هم يتعاملون معه بتكتيك وهو لا يفهم التكتيك مع أنه وهم خطان متوازيان لا يمكن أن يلتقيا.. شتان بين الثرى والثريا.
ولكن يمكن أنه يردد هذه عصاي أهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى« !!
وهو أعلم..هذا ما يحدث والحملة الأمنية تضخم وتكبر الأمور.
ودعني أقول: إن هناك فراغاً سياسياً هناك مساحة سياسية يتركها الحزب الحاكم فارغة ولابد من تغطيتها.. قاعدة فيزيائية أي فراغ يجب أن يوجد فيه هواء.. والحزب الحاكم إذا لم يشغل الفراغ في الساحة السياسية والعمل السياسي.. سوف يشغله غيره.. ونطالب الاخوة في المؤتمر ان يستشعروا خطورة الوضع وأن يفعل المؤتمر نشاطاته في المديريات والمحافظات.