الخميس, 23-أبريل-2009
الميثاق نت -   غيلان العماري -
يخطئ البعض ممن ترعرع في كنف الضغينة وتغذى على طعامها الزقومي الخبيث في تقديراته حول جدوى محاولات الإنزلاق بهذا الوطن نحو مربعات الفوضى والتخريب، ومرد ذلك الخطأ بل الخطيئة أنهم يراهنون على خيارات هوجاء تجردت عن قيم الولاء الوطني وأدمنت النفخ في رماد المناطقية بنفس تشطيري فاحت عنه روائح الخيانة الكريهة، خيارات خارت بأصحابها في مستنقعات الوهم، فحادو عن جادة الانتماء لوطن مازال يسرج آماله على صهوة الغد القادم المدجج بعتاد التلاحم والتكاتف يشد الرحال إليه بعد مراحل مضيئة من البناء تغشى الكثير من لحظاتها فلتان الهدم وعدم الاستقرار، واليوم وبعد عودة الروح »الوحدة« الى جسد هذا الوطن الذي أثخنته مخالب التشطير الدامية، وفي ظل اتساع رقعة الحقوق والحريات بعد الإطاحة بعهد بائد من التكميم والتأميم تتداعى تلك الأصوات النشاز - دون حياء أو خجل - لدس فكرها الموبوء بالرجعية والردة بين أوساط بعض شرائح المجتمع التي بصقت - بوحدويتها - ذات زمن ليس بالبعيد في وجه أولئك المأزومين من دعاة الويل والثبور وستعاود الكرة من جديد لبقيتها بضحالة وغثائية أفكارهم التي سامها الخوف فغدت تساومنا في أسمى وأقدس المنجزات »الوحدة‮ ‬المباركة‮«.‬
بالأمس كان أحد هؤلاء الطاعنين بالهلوسة والهذيان يهرف بضرورة أن ينال أهلنا في المناطق الجنوبية حقهم في الاستقلال في سابقة خطيرة لا ينبغي السكوت عليها حتى لا تمتد مساحة هذا الطيش فتجرحنا في أعز ما نملك، يتحدثون عن »النضال السلمي للمطالبة بالحقوق ولو استتبع ذلك تقسيم الوطن الى عدة دويلات« عن النضال السلمي ولو نتج تدخل الأعداء في شؤوننا وقضايانا عن النضال السلمي وهم غارقون حتى آذانهم في استعداء الوطن وإقلاق سكينته واستقراره، أي نضال سلمي هذا الذي يشحن في الناس عاطفة الانتقام ويثير هوس المارقين للخروج على النظام والقانون؟ أي نضال سلمي هذا الذي يؤذي مشاعر الناس، ويفتأت على آلسلطة حقها ودورها في أداء مهامها وفقاً للدستور والقوانين النافذة؟ ألا تدعو تلك الممارسات الى تفريق الامة وتشتيت كلمتها ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: »أيما رجل خرج يفرق بين أمتي فاضربوا‮ ‬عنقه‮«‬؟‮ ‬وإذا‮ ‬كانت‮ ‬المطالبة‮ ‬بالحقوق‮ ‬تستدعي‮ ‬الدولة‮ ‬ومرافقها‮ ‬الخدمية‮ ‬التي‮ ‬وجدت‮ ‬لخدمة‮ ‬المواطنين،‮ ‬فماذا‮ ‬أبقى‮ ‬هؤلاء‮ ‬لوطنهم‮ ‬من‮ ‬واجبات‮ ‬أم‮ ‬أنهم‮ ‬فوق‮ ‬اعتبارات‮ ‬المواطنة‮ ‬والنظام‮ ‬والقانون؟‮!‬
ينبغي لأبناء هذا الشعب بمختلف شرائحه وأطيافه السياسية أن يقفوا صفاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه المساس بثوابت هذا الوطن، كل من يسعى لقرع طبول الفتنة وغرس ثقافة الحقد والكراهية في أوساط المجتمع، وعلى الحكومة أن تسعى لسد تلك الثقوب التي تظهر بين الحين والآخر في وعاء عملها نتيجة بعض الممارسات العبثية التي يقترفها بعض الذين لا هم لهم سوى إشباع مصالحهم الذاتية »وبس« .. آن لها أن تلوح في وجه كل من يسعى لإشعال حرائق الفوضى عصى القانون بعد أن دأبوا على قطع كل شعرة تسامح تُمد إليهم، وما لم تُجد العصى فإن العدالة‮ ‬تقتضي‮ ‬أن‮ ‬يُشهر‮ ‬سيف‮ ‬الحق‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬تقويم‮ ‬سلوك‮ ‬الباطن‮ ‬لديهم،‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬حتى‮ ‬لا‮ ‬يتحول‮ ‬الوطن‮ ‬الى‮ ‬مرتع‮ ‬خصب‮ ‬للصابئين‮ ‬من‮ ‬دعاة‮ ‬الإنفلات‮ ‬والعصيان،‮ ‬والله‮ ‬من‮ ‬وراء‮ ‬القصد‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9983.htm