موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


قصف أهداف بفلسطين المحتلة.. صنعاء تستهدف سفينة إسرائيلية - شورى اليمن يدين مجازر الكيان بمستشفى ناصر - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34305 - ثلاث عمليات عسكرية يمنية ضد أهداف عدوانية - تمديد التسجيل على المقاعد المجانية في الجامعات - 5 مشروبات طبيعية تنظف الرئتين من السموم - برقية شكر لرئيس المؤتمر من عائلة الفقيد القاضي عبدالرحمن الإرياني - حجز قضية 206 متهما بنهب اراضٍ للنطق بالحكم - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34183 - رئاسة مجلس النواب تدين الاستغلال الامريكي لمجلس الأمن -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 25-فبراير-2019
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي -
لكل إنسان في هذه الحياة ولاءات متعددة ، مرتبة في سلم أولوياته ، الأولى فالأولى ، الأهم فالأهم ، ونحن كمسلمين الأولوية الأولى لنا في الولاء ، المفترض أنها للدين الإسلامي ، وهذا أمر من المسلَّمات ولا جدال حوله ، لتأتي بعد ذلك الأولويات تباعاً ، والمفترض أيضاً أن تكون الأولوية الثانية لنا في الولاء للوطن ، ثم للحزب السياسي إن وجد وهكذا ، ويأتي ترتيب الأولويات في الولاء بحسب أهميتها ، فالدين والجانب الروحي من أهم الأولويات بالنسبة للإنسان المسلم ، لأن ذلك يمثل بالنسبة له الاستقرار الروحي والطمأنينة النفسية ، ثم تأتي بعد ذلك الأولويات المادية المتعلقة بحياة الإنسان ، ويعتبر الوطن من أهم الأولويات المادية ، كونه يمثل للإنسان مكان وجوده واستقراره وانتمائه ، وبدون الانتماء لوطن معين ، يصبح الإنسان بلا هوية ، مشرداً أو لاجئاً ، وفاقدًا لحقوق المواطنة ، وعبئاً على الآخرين‮ ‬،‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬ذلك‮ ‬تحظى‮ ‬أولوية‮ ‬الانتماء‮ ‬لوطن‮ ‬معين‮ ‬بمكانة‮ ‬مهمة‮ ‬جداً‮ ‬في‮ ‬سٌلَّم‮ ‬الأولويات‮ ‬،‮ ‬ويحظى‮ ‬الولاء‮ ‬للوطن‮ ‬بأهمية‮ ‬بالغة‮.‬
ولا يدرك أهمية تلك الأولوية ، وأهمية ذلك الولاء ، إلا الإنسان الفاقد لوطنه ، أو المشرد ، أو اللاجئ ، لأنه يكون بذلك قد فقد واحداً من أهم حقوقه الإنسانية والطبيعية ، وهو حق المواطنة ، ذلك الحق الذي يشعر الإنسان بوجوده وانتمائه ، والذي يمنحه الكثير من الحقوق والحريات ، لذلك لا غرابة أن نشاهد الإنسان وهو يضحي بكل ما يملك ، دفاعاً عن ولاءته وأولوياته ، وفي مقدمتها الدين ثم الوطن وهكذا ، ومن ضمن الحقوق والحريات التي يمنحها حق المواطنة للإنسان ، الحريات السياسية وحرية الإنتماء لأي حزب أو تنظيم سياسي.
وهذا ما يجعل الولاء للحزب يأتي في الترتيب والأولويات بعد الولاء للوطن ، كون الولاء للوطن والانتماء للوطن ، هو من يمنح الإنسان حرية الانتماء السياسي ، ومن لا يمتلك وطناً فلن يتمكن من الانتماء لأي حزب سياسي ، وسيفقد كامل حقوقه وحرياته السياسية ، كما أن الانتماء‮ ‬الحزبي‮ ‬والسياسي‮ ‬،‮ ‬هو‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الوطن‮ ‬،‮ ‬والتنافس‮ ‬في‮ ‬خدمة‮ ‬الوطن‮ ‬،‮ ‬وهو‮ ‬وسيلة‮ ‬وليس‮ ‬غاية‮ ‬،‮ ‬وسيلة‮ ‬لتعزيز‮ ‬حق‮ ‬المواطنة‮ ‬،‮ ‬وللحفاظ‮ ‬على‮ ‬الوطن‮ ‬ومصالحه‮ ‬العليا‮.‬
لكن المشكلة الكبرى في عالمنا العربي عموماً ، وفي اليمن خصوصاً ، تتجلى في تقديم الولاء للحزب على الولاء للوطن ، وفي جعل الحزبية غاية في حد ذاتها ، وهكذا سلوكيات سياسية سلبية ، النتيجة الطبيعية لها ، هي فقدان الأوطان وخرابها ودمارها ، وجرَّها إلى مربعات العنف والصراع والفوضى ، فكل طرف يسخر كل إمكاناته وقدراته وجهده ووقته ، خدمةً للحزب ، ما يترتب عليه بروز ظاهرة الصراع السياسي السلبي ، التي تقود الجميع نحو الإحتراب والصراع الداخلي ، وهو ما يترتب عليه نتائج كارثية على الوطن والمواطن ، ليجد الكثير من أبناء الوطن أنفسهم وهم إما مشردون أو نازحون أو لاجئون ، والتفسير المنطقي لهكذا وضع هو فقدانهم لوطنهم ، وفقدانهم لحق المواطنة ، وفقدانهم لحقوقهم وحرياتهم السياسية..!! وعندما يصل الإنسان إلى هذه الحالة ، يدرك أهمية الولاء للوطن ، ويدرك أهمية حق المواطنة ، ويدرك أن الولاء للحزب ما هو إلا وسيلة وليس غاية ، وعندها يعض أصابع الندم ، يوم لا ينفع الندم ، بعد أن شارك في تدمير وطنه ، مدفوعاً بولاءاته وتعصباته الضيقة ومصالحه المحدودة ، ليدرك حينها أن الوطن هو من كان يمنحه كل حقوقه وحرياته السياسية ، التي كان من المفترض به أن يتعاطى معها بشكل إيجابي فيما يعزز ولاءه لوطنه ، ويعزز خدمته لوطنه ، ويعزز تنافسه السياسي الإيجابي من أجل وطنه ، وكان من المفترض به أن يجعل من انتمائه الحزبي وسيلة وليس غاية ، وأن يجعل الولاء للحزب بعد الولاء للوطن ، لكن سوء تقديره للموقف دفع به للمشاركة في تدمير‮ ‬وطنه‮ ‬،‮ ‬تعصباً‮ ‬لهذا‮ ‬الحزب‮ ‬أو‮ ‬ذاك‮ ‬،‮ ‬ليفقد‮ ‬بذلك‮ ‬وطنه‮ ‬،‮ ‬ويفقد‮ ‬حق‮ ‬المواطنة‮ ‬،‮ ‬ويفقد‮ ‬كل‮ ‬حقوقه‮ ‬وحرياته‮ ‬السياسية‮!! ‬
وما تعيشه اليوم العديد من الدول العربية من الحروب والصراعات والفوضى والعنف ، هو النتيجة الطبيعية لسوء التقدير ، وهو النتيجة الطبيعية لتقديم الولاء للحزب على الولاء للوطن ، وهو النتيجة الطبيعية للتنافس السياسي السلبي ، والفهم الخاطئ والمغلوط للحزبية السياسية ، وهو النتيجة الطبيعية لتقديم المصالح الشخصية والحزبية على المصالح العليا للوطن ، وهكذا سوء تقدير أفقد الكثير من أبناء تلك الدول حق المواطنة وحقوقهم وحرياتهم السياسية والإنسانية ، فبعضهم أصبح مشردا ، والبعض الآخر لاجئا ، والبعض الأخير فاقدا لأبسط مقومات الحياة ، وفي أمس الحاجة للمساعدات والمعونات الخارجية ، وطالما وتعصباتهم الحزبية هي المسيطرة اليوم على سلوكياتهم وأفكارهم ، فطريق المعاناة والتشرد واللجوء والحاجة لهذه الشعوب لا تزال طويلة ، وفي اليوم الذي يدرك أصحاب العقول المتحجرة والأفكار الحزبية المتشددة والمتصلبة ، أهمية الولاء للوطن ، وأن الحزبية السياسية وسيلة وليست غاية ، عندها سوف يضعون أقدامهم في أول الطريق الصحيح ، طريق الشراكة الحقيقية والمواطنة المتساوية والقبول بالآخر ، واحترام الرأي والرأي الآخر ، ، والعدالة ، والمساواة ، والبناء ، والتنمية ،‮ ‬والتقدم‮ ‬والتطور‮ ‬،‮ ‬واللحاق‮ ‬بركب‮ ‬الحضارة‮ ‬الإنسانية‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)