الميثاق نت -

الجمعة, 27-أكتوبر-2017
الشيخ‮/‬عبدالمنان‮ ‬السنبلي -
مَنْ‮ ‬منا‮ ‬لا‮ ‬يخطئ‮ ‬؟‮! ‬فكلنا‮ ‬خطَّاؤون‮ ‬،‮ ‬وخير‮ ‬الخطَّائين‮ ‬التوّابون‮ . ‬
في حقيقة الأمر ليس عيباً أن يُخطئ المرء، ولكن العيب أن يُصرَّ على ارتكاب الخطأ ويتمادى فيه .. نتقاتل ونتصالح وهكذا هي عادة العرب منذ الأزل، لكن الرجال -كما يقولون- مواقف ولا تتجلى حقيقة معدنها إلا وقت الشدائد .
فمن أصموا مسامعنا طيلة فترة حكم علي عبدالله صالح بأنه عميلٌ للسعودية والأمريكان حتى استطاعوا انتزاع بعض المواقف من البعض ضد الرجل كانوا هم أول الطارقين أبواب بني سعود والخاطبين ود بني الأصفر من الأمريكان عندما جل الخطب وفدح الأمر، بينما أظهر الرجل السبئي موقفاً شجاعاً وصلباً تجاه العدوان وبدا متماسكاً رابطاً للجأش مفضلاً الموت والشهادة على أن يفرط أو يساوم على شبرٍ واحدٍ من تراب وطنه، وقد كان قادراً فعلاً على أن ينأى بنفسه بذريعة تقدمه في السن مثلاً أو إعلان اعتزاله الحياة السياسية أو أن يلحق بركب الذاهبين‮ ‬إلى‮ ‬الرياض‮ ‬والقابضين‮ ‬أثمان‮ ‬دماء‮ ‬أبناء‮ ‬شعبهم‮ ‬نقداً‮ ‬وعيناً‮ ‬وهو‮ ‬يعلم‮ ‬مسبقاً‮ ‬أنه‮ ‬لو‮ ‬ذهب،‮ ‬لكان‮ ‬لديهم‮ ‬اليوم‮ ‬مكينٌ‮ ‬أمين‮ !‬
ومع ذلك كله، فإننا لانزال نجد أولئك العازفين على ذات الاسطوانة القديمة المشروخة والتي سئمنا سماعها ومحاولة تكرارها وترديدها على مسامعنا من أن الرجل إنما يريد العودة إلى السلطة وأنه هو من يقف وراء كل سيئة تُرتكب في حق هذا الوطن، وما هم لهذا الشعب إلا رُسُلٌ‮ ‬ناصحون‮ ‬وملائكةٌ‮ ‬مخلصون‮ !‬
أيها الأغبياء الحمقى أفيقوا .. صالحوا وصادقوا من شئتم، وخاصموا من شئتم أيضاً، ولكن بشرفٍ وضوابطٍ أخلاقية . هكذا ناشدناكم وتوسلنا إليكم قبل سنوات ولكنكم لم تسمعوا ومضيتم في غيّكم مغرورين ومبتزين، فلم تتركوا وسيلةً من وسائل الإثم والعدوان إلا وتعاونتم عليها،‮ ‬ولا‮ ‬مفردةً‮ ‬من‮ ‬مفردات‮ ‬السوء‮ ‬إلأ‮ ‬وقلتموها‮ ‬وألصقتموها‮ ‬بالرجل‮ !‬
إن كنتم تناسيتم أو نسيتم أن الشعب ينظر ويراقب عن كثب ولديه من الوعي ما يستطيع به أن يُميّز بين الغث والسمين، فإنه لم يعد ينظر اليوم إلى صورةٍ أقبح من تلك الصورة التي يبدو بها البعض وقد أوغلوا في الحقد وفجروا في الخصومة .
أما الزعيم صالح فقد أثبت أنه لم يكن من السوء بتلك الصورة التي حاولتم جاهدين رسمها لنا، وإنما هو بشرٌ له من الإيجابيات ما له ومن السلبيات كذلك، إلا أنه استطاع أن يجعل من خصومه صغاراً جداً في عيون الشعب دون أن يكلفه ذلك من العناء شيئاً يُذكر في عالم السياسة.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 12:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-52053.htm