حسن عبدالوارث -
كنتُ في مدينتي عدن، خلال الأسبوع الماضي..
هذا ليس خبراً.. الخبر أن عدنَ كانت فيًّ!
وهناك رأيتُ هذه المدينة »الانفصالية« على حقيقتها..
رأيتها تنفصل عن القبح.. وعن الدرن.. وعن الغيبوبة.. وعن كل مخلفات التاريخ والجغرافيا والفلسفة..
رأيت البحر يتلاحم بهوى جديد.. سمعت الموج يتلاطم بلحن جميل.. وقرأت صفحة السماء مزدانة بحروف تتلألأ بلغة بليغة..
في كل مرة، أهرب من صدر هذه الحبيبة، أجدها تعيدني إليها، وتضمني بقوة جبارة وحارة..
وفي عدن وجدت شماليين انفصاليين.. وجنوبيين وحدويين.. لكنني وجدت عدنَ تصهرهم في بوتقة واحدة.. وتعيد تربيتهم وتعليمهم -بأسلوب الأمومة، لا الأمية- ألف باء الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر..
اُسكن عدنَ يا كل انفصالي، ويا كل وحدوي، لأنها تسكن الجميع بدون استثناء، ومن دون مَنٍّ أو سلوى..
آه، ياعدن الهوى والنجوى.. يا مَنْ تحبلين بالنبيل والخسيس، وتحيلين إبليس الى قسيس!!{