حسن عبد الوارث -
لدينا بلد سياحي من الطراز الأول، أو - بالأصح- بيئة سياحية من النمط الطبيعي الفريد للغاية..
وقلَّما وُجِدَ بلد اجتمعت فيه الفصول الأربعة في الوقت ذاته .. مثلما اجتمعت فيه كل ملامح المشهد السياحي المتميز ، من بحار وجبال وسهول وأودية وصحارى.
غير أن ما وهبه الله وجسَّدته الطبيعة - في هذا البلد- من مقومات سياحية نفيسة ، باتت "جوهرة في يد فحَّام ".. فإن سياحة البيئة لا قيمة لها ، مثلما لا قيمة لبيئة السياحة ، في ظل انعدام العقلية والإرادة اللازم توافرهما لكي تغدو السياحة الدجاجة التي تبيض ذهباً..
إن النفط ينضب في جوف الأرض .. والأسماك تنفق في أعماق البحار.. لكن لمسة الله على وجه الطبيعة خالدة لا تموت .. وهذه اللمسة على وجه طبيعة هذا البلد هي الخلود ذاته..
قبل شهر ، كنتُ في أثيوبيا .. ويومها زرتُ بعض المواقع السياحية التي تجذب ملايين السياح سنوياً ، وأبرزها "ويندو جنّات " و" لو نجانو" .. وزائر هذه المواقع سيرى بوضوح أن الدولة أو المستثمر لم يتدخل هناك على نحو جذري أو مكلف مالياً بشكل باهظ.. فقد كانت القاعدة المادية أو البنية التحتية للازدهار السياحي - في تلك المناطق - أساسهاالنعمة الإلهية التي أغدق بها على بلاد الحبشة التي لا تقل اليمن جمالاً وفتنة عنها البتة..
وذات يوم بعيد، كنت أتحدث مع نائب وزير السياحة البلغاري - الذي كان في زيارة لبعض المحافظات الجنوبية حينها فإذا به يتحدث بحسرة بالغة عمَّا حباه الله للبلد من مقومات طبيعية من شأنها أن تزدهر بالبلد سياحياً ، غير أن عقلية الإنسان وإرادته أنعدمتا قبالة هذا الكنز الملطخ بالسُّخُام !!