احمد الرمعي -
لا تكاد تمر أيام إلا ويهوي فيها علمٌ من أعلام الصحافة، فبالأمس غادرنا زميلانا: يحيى علاو وعبدالقادر موسى رحمة الله عليهما وهاهو اليوم يغادرنا إلى دار الخلد الزميل العزيز طارش قحطان الإعلامي والصحفي اللامع الذي تقلد عدداً من المناصب وهذا ما لا يهمنا.. لأن المناصب زائلة ولكن طارش الإنسان والصديق سيبقى حاضراً في نفوسنا.
لمن لا يعرف طارش أقول: كان من أكثر الناس وداً لزملائه.. وكان أصدق من عرفناهم من الإعلاميين.
لقد رحل استاذي وزميلي طارش في الليل وأخاف ..أخاف أن لا أرى الشمس ثانية مثله.
لطارش كما لزميليه اللذين سبقاه في الرحيل مزايا لاتعد ولا تحصى.. فقد كان طوال عمره الصحفي يقدم لنا نحن المبتدئين في عالم صاحبة الجلالة النصائح التي تعيننا في الارتقاء بمستوانا.
كان لا يبخل على أحد قط.. يعامل الجميع على أنهم اخوة له وكنا نتقبل منه النصيحة لأننا نعلم مقدرة الرجل وإمكاناته.
فسلام عليك طارش يوم ولدت ويوم عشت فينا شامخاً ويوم اختارك ربك الى جواره ويوم تبعث حياً، وتأكد أيها الراحل الغالي بأنك ستظل في قلوبنا وإن غيبك الموت.
وفي الختام لا أجد ما أرثيك به سوى ما قاله ابن الرومي في موقفٍ كهذا:
»وأنت وإن أفردت في دار وحشةٍ
فإني بدار الأنس في وحشة الفرد
أود إذا ما الموت أوفد معشراً
إلى عسكر الأموات أني مع الوفد
عليك سلام الله مني تحية
ومن كل غيث صادق البرق والرعدُ«
طارش إن القلب لواجم وان عيوننا لباكية وإنا لفراقك لمحزونون .. إنا لله وإنا إليه راجعون..