موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 13-يناير-2016
عبدالرحمن مراد -
< تهلّ علينا في هذه الأيام ذكرى (13 يناير 86م) تلك المأساة الإنسانية التي كان عبده ربه منصور هادي أحد رجالها وأحد الفاعلين فيها، ولم تسعه أبعاد المأساة حينها فقذفته إلى صنعاء التي وجد فيها الحضن الدافئ، واليد التي تربت على كتف الأشقياء، وتمد إليهم يد الخير والمحبة والسلام، وهنا تكمن المفارقة العجيبة التي تشبه كوميديا الألم من كل الأبعاد والتفاصيل الجزئية والكلية، فصنعاء التي تألمت من أحداث عدن في 13 يناير 86م ووقفت أمام كل المطالب الرامية الى محاكمة العناصر التي عاثت في عدن فساداً وتدميراً وقتلاً واغتيالاً، وأمام كل الضغوط الاقليمية والدولية لم تفرط بالفارين اليها، ولم تساوم على حياتهم، ولكنها حاولت أن تعمر القلوب بالمحبة والسلام، وقاسمت كل الذين جاءوا إليها هاربين من أحداث 13 يناير لقمة العيش، واعترف أحدهم بتلك الرعاية التي تجاوزت كل الذين كانوا يتمتعون به وهم في أوج سلطتهم في عدن، ثم يدور الزمن دورته الاعتيادية، فإذا باليد التي تلقفت خير صنعاء، والقلوب التي شعرت بحنانها وإنسانيتها وقيمها الأخلاقية ونبلها تمتد إليها بالشرِّ كله وتعمل فيها خراباً وتدميراً وقتلاً وتهجيراً، بل والأدهى أنها تبارك بوادر الشر من السعودية وأمريكا والكيان الصهيوني وكل الذين تداعوا الى اليمن طمعاً في المال ورغبةً في التدمير، ويصبح أولئك يداً أو قطعة في لعبة حقيرة هدفها تركيع اليمن، وفرض الهيمنة عليه وتبديد ثرواته ومقدراته.
لم تكن صنعاء في يوم من الأيام تظن أن يحدث لها هذا الذي يحدث، ولم تكن تظن أن يكون الجزاء بهذه الطريقة البشعة والمدمرة والقاتلة من «هادي» الذي دلّت الأيام والشهور والأعوام أنه يعيش مفردات الدمار والموت والفناء منذ فجر تاريخه الى هذه اللحظة التي استجلب فيها السعودية ومن تحالف معها.
لقد عاد «هادي» الى عدن بعد طول فرار منها، وعادت معه مفردات الصراع القديم وأدواته وهي الآن تقوم بإنتاج مأساة أكبر مما كانت عليه في 86م وهذه المأساة شملت اليمن الطبيعي كله، وهي ستكون أكثر بروزاً في المكان الذي شهد ولادتها الأولى، إذ أنّ المؤشرات تقول إن مفردات الصراع الدامي الذي حدث في 13 يناير 86م في عدن تجددت أدواته بذات الصيغة والكينونة التي كان عليها في زمن تفجُّر الحدث الأول، فعدن الآن تشهد ميلاد مأساة جديدة ، سيكون الأبطال فيها هم أنفسهم في المأساة التراجيدية الأولى مع تغير وتبدل طفيف، فالصراع بين الضالع وردفان وأبين بدأ يرسل إشاراته، كما أن الجماعات والفصائل التي تفرض سيطرتها على عدن يحركها العامل التأريخي والعامل المكاني أكثر مما يحركها العامل الأيديولوجي العقائدي، ويبدو من المؤشرات الأولى أن حالة التشظي والانقسام التي تعلن عن نفسها في عدن وفي أحياء عدن بين الفينة والأخرى على استحياء ستكون هي الشرارة الأولى في قابل الأيام في التفجر وتكرار ما حدث في الزمن المماثل للمأساة.
لقد كان عبد ربه منصور هادي يداً قاتلة، ويداً مدمرة في أحداث 13 يناير 86م، وها هو اليوم لا يبرح المكان، ولا الوظيفة فهو اليد القاتلة واليد المدمرة، وإن تعددت الأدوات والوسائل عما كانت عليه في الزمن المماثل لهذا الزمن، إلا أن اليقين المطلق أن عدن التي قد تتماهى مع النار والموت والفناء ستذهب الى البحر كي تغسل العلم وتعود وقد استلهمت الروح الحميرية النواسية، وحين تعود الى حميريتها وإلى نواسيتها ستقذف العملاء والمرتزقة، وتستعيد مجدها وهويتها الحضارية، فكل المؤشرات التي تأتي من عدن وكل الرموز تقول إن الهوية الوطنية قضية كلية لا يمكن تجزئتها، وإن العامل التأريخي سيتحرك ولن يطول به الأمد، حتى يثبت للوجود وللعالم أن اليمن ليست بالبلد الطارئ ولا بالدولة الطارئة، وأن جذره التأريخي سيكون عامل حسم للمعركة الوجودية والحضارية الجديدة، وحينها سيعلم العالم الذي تداعى على اليمن قتلاً وخراباً وتدميراً أن جينات البقاء في اليمن قادرة على الاستمرار وعلى الانتصار.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)