موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الثلاثاء, 30-أكتوبر-2007
الميثاق نت -   د/ عادل الشجاع -
مثلت الوحدة اليمنية منطلقاً للمثقفين اليمنيين الأوائل، وشكلت بدايات النهج الديمقراطي للحكم وللتعبير.. واستطاع المثقفون الأوائل أن يؤسسوا اتحاد الأدباء والكتاب في السبعينيات من القرن العشرين وأعطوا درساً للعالم أجمع لماينبغي أن يكون عليه حال المثقف الذي لايخضع لأي سلطة، وإنما يخضع لسلطة الحق والمعرفة. ومع مرور الأيام وموت أكثر المثقفين والأدباء حاملي مشروع اليمن الجديد، تعاقبت على الاتحاد قيادات لاتملك من الأمر سوى المواعظ التي تقف عاجزة أمام الواقع. وبين جيلين من القيادات : جيل المؤسسين والجيل الحالي رضي المثقف والمبدع بالمقدر والمكتوب، خاضعاً لثقافة الجهل، ومؤجلاً أفراحه لزمن لن يأتي أبداً، لأن المثقف في الحقيقة هو الذي يصنع قدره ويخلق واقعه.. وهانحن اليوم جميعنا نزايد بالجاوي والبردوني والشحاري وسحلول ومحمد عبده غانم وغيرهم ونحولهم إلى شيكات مقبولة الدفع لنرمي بعد ذلك بكل أحمالنا على عالم الغيب، ونضحي بعالم الشهادة في تشويه صورة المثقف. ولانجانب الحقيقة إذا قلنا إن الاتحاد لم يعد سوى خزينة مالية تصرف هنا وهناك وقد نزع عن الكاتب والأديب إرادته، وتم تغييب رأيه، وتغريب حلمه، بل أبيد فرحه في هرطقة امتزج فيها الحزن والألم مع كل كريات الدم التي تجري في العروق وآثر الأديب القادر على الفعل حالة السكون، من منطلق القاعدة النحوية «سكّن تسلم» أو سكّن تحصل على الفتات مقابل ورقة لطالما تكررت مذيلة بطلب المساعدة للزواج أو لموت أحد الأقارب. ومن هنا فنحن بحاجة إلى اتحاد يحافظ على الوحدة مثلما صنعها، وإلى مثقف يعيد النظر فيما وصل إليه الحال، وإلى فلسفة جديدة نختصر بها الواقع، وإلى عقد ثقافي جديد نؤسس له الآن ونفرضه بقوة الحكمة، لنخرج من حالة الضياع ومن بعض العناصر التي لاتعترف للمثقف والأديب بشيء أبداً . وعلى الآخرين ألا يناقشوا وألا يشيروا إلى مكامن القصور، لان ذلك يعد خروجاً على شرعة هؤلاء ومطلوب من الآخرين أن يظلوا في حال التبعية لهم، وألا يخرجوا من بيت الطاعة الذي بنوه لهم وأخضعوهم لمفرداته. لقد كان أحدهم يتحدث عن السلطة العربية التي تتربع على كراسي الحكم لفترة طويلة ويذمها لانها ــ كماقال ــ تصادر حرية مواطنيها، ثم إذ به يقول ان الاتحاد أصبح مهزلة، لأن بعض الأعضاء الذين يتقدمون لنيل العضوية يتمسكنون حتى إذا ماحصلوا على العضوية، بدأوا في نقد القيادة ! انه لأمر عجيب، لايريد أخونا المثقف القيادي ان ينقد فهو معصوم، لكنه عندما يعتلف القات يتحدث عن الدكتاتورية وعن غياب الديمقراطية. لقد حولوا الاتحاد إلى بؤرة للمناطقية العفنة وأشعلوا الصراع المجاني بين الأعضاء، ولم يكن الاتحاد في يوم من الأيام قائماً على الصدام، وإنما كان في حقيقته مؤسسة للحوار وقبول الرأي. لقد أصيب المثقف بحالة تبلد وأصبح يعيش حالة من الباطنية يقول شيئاً ويخفي في نفسه شيئا آخر يتفق معك على شيء لكنه يكون أول الناقضين له حتى يبني مجداً على حسابك ! انه مثقف بائس ومفلس وساكن لاحراك فيه ومن أجل هذا لابد من تغيير حتمي، ومن دون هذا التغيير ستظل حالة المثقف والأديب تسوء كحالة المريض الذي لايتعاطى الدواء، ولا يأخذ أي علاج، منتظراً أن يشفيه الله، وهو في الحقيقة لايمكن ان يشفى إلا إذا أخذ بالاسباب. خلاصة القول ان الانسان لايفهم نفسه، ولايمكن ان يحقق هويته إلا في أفق من الحوار وفي بنية ثقافية حوارية والوحدة ليست مسارة أو مناجاة للذات، أو حواراً داخلياً صامتاً مع النفس، ليست شيئاً يكمله الانسان الفرد بمفرده، وحده، وهي بالمقابل ليست اقصاء للآخر أو نبذاً، أو اتهاماً. فلا تكتمل الوحدة إلا في بنية من التفاعل والتبادل والتكامل، فمن المتعذر على الفرد أن يكون وحدوياً دون أن يستحضر اطاراً ثقافياً وانسانياً. هذا مايمكن أن أقوله غير أني أترك للكتاب والأدباء أن يقولوا مالديهم بعيداً عن الانقسامات المناطقية والشللية وأن يقولوا ذلك بوعي حقيقي وليس من منطلق عاطفي. عن "الجمهورية"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)