موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 02-مايو-2018
حذيفة‮ ‬اليماني -
ما‮ ‬زال‮ ‬آثار‮ ‬سوطه‮ ‬تقسم‮ ‬ظهرها‮ ‬وكأنه‮ ‬خريطة‮ ‬عسكرية‮ ‬على‮ ‬طاولة‮ ‬خشبية،‮ ‬كان‮ ‬أحمق‮ ‬وأبله‮ ‬أن‮ ‬يحاول‮ ‬إخراج‮ ‬الجن‮ ‬من‮ ‬جسدها‮ ‬بعصا‮ ‬وهراوة‮ ‬غليظة‮.. ‬
تباً له من مشعوذ أو شيخ قاتل، وصل جسدها المعطر بالشباب والجمال هامدا لا يتحرك إلى المستشفى التي صادف أن كنت فيها تلك اللحظة مؤدياً عملي في تسويق لأنظمة المراقبة، رأيتها مباشرة في رواق المستشفى وهي محمولة على كتف أحد أقاربها وذراعاها يتماوجان كغصن غض، تركني‮ ‬الطبيب‮ ‬الذي‮ ‬كنت‮ ‬أتحدث‮ ‬معه‮ ‬وتحرك‮ ‬مسرعاً‮ ‬يصيح‮ : ‬أدخلوها‮ ‬غرفة‮ ‬الطوارئ‮..‬
شدني‮ ‬فضولي‮ ‬كثيراً‮ ‬عن‮ ‬سبب‮ ‬موت‮ ‬هذا‮ ‬الجسد‮ ‬الجميل،‮ ‬انتظرت‮ ‬في‮ ‬الرواق‮ ‬للطبيب‮ ‬وعندما‮ ‬خرج‮ ‬من‮ ‬الغرفة‮ ‬بعد‮ ‬دقائق‮ ‬معدودة‮ ‬رأيت‮ ‬على‮ ‬ملامحه‮ ‬بعض‮ ‬علامات‮ ‬الغضب‮ ‬والحيرة‮ ‬والحزن‮..‬
سألته‮ : ‬ما‮ ‬بها‮ ‬يا‮ ‬دكتور‮ ‬؟
شيءٌ‮ ‬محزن‮ ‬يا‮ ‬حذيفة،‮ ‬لقد‮ ‬أحضروها‮ ‬ميتة‮ ‬بالفعل،‮ ‬لكن‮ ‬موتها‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬موتاً‮ ‬طبيعاً‮ ‬كما‮ ‬أعتقد‮ ‬لأنني‮ ‬رأيت‮ ‬حول‮ ‬عنقها‮ ‬آثاراً‮ ‬لحبل،‮ ‬وبعض‮ ‬الكدمات‮..‬
وحين‮ ‬سألت‮ ‬أهلها‮ ‬عن‮ ‬ذلك،‮ ‬قالوا‮ : ‬بأنها‮ ‬كان‮ ‬جسدها‮ ‬يتلبسه‮ (‬جني‮) ‬وتعاني‮ ‬من‮ ‬نوبات‮ ‬صرع‮ ‬وصراخ،‮ ‬لذلك‮ ‬تركوها‮ ‬عند‮ ‬شيخِِ‮ ‬يعمل‮ ‬على‮ ‬علاجها‮...‬
تباً‮ ‬له‮ ‬اللعين‮ ‬ربما‮ ‬قتلها‮..‬

ربع‮ ‬ساعة‮ ‬ودقائق‮ ‬ووصل‮ ‬البحث‮ ‬الجنائي‮ ‬إلى‮ ‬المستشفى‮..‬
كيف‮ ‬أغسل‮ ‬الجهل‮ ‬الذي‮ ‬يقطن‮ ‬في‮ ‬رؤوس‮ ‬أبناء‮ ‬شعبي‮ ‬كجرب‮ ‬خبيث‮ !!‬
لا‮ ‬يذهب‮ ‬بالحلاقة‮ ‬ولا‮ ‬بالغسل‮ ‬سبع‮ ‬مراتِِ‮ ‬وإحداهن‮ ‬بالتراب‮ ‬ولا‮ ‬بالغسل‮ ‬مجدداً‮ ‬ببول‮ ‬الإبل‮ ‬والماء‮ ‬الساخن‮..‬
قلبي منفطرٌ على تلك الفتاة التي ذهب شبابها وعمرها بين يدي سفاح يتلذذ بسماع أنات الألم ولفظ الروح، ذهبت ولن تعود مرة أخرى لتمشط شعرها الطويل الذي يماثل الليل لوناً، ولن تلبس الفستان الذي كثيراً ما رسمته على دفترها وقامت بوضع الألوان عليه، ولن تقابل صديقاتها‮ ‬سلوى‮ ‬وخولة‮ ‬وخديجة‮ ‬مرة‮ ‬أخرى‮..‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)