موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


في الذكرى الـ"57" لطرد آخر جندي بريطاني..30 نوفمبر.. كابوس يُخيّم على المحتل ومرتزقته - سياسيون وصحفيون:التحركات العسكريةالأخيرةتهدف للتحكم بالممرات المائيةونهب خيرات اليمن - أكاديميون لـ"الميثاق": لـ30 من نوفمبر قدّم دروساً لكل الطامعين في أرض اليمن - فعالية خطابية في صنعاء بذكرى 30 نوفمبر - الوهباني: الـ30 من نوفمبر تاريخ كتبه اليمنيون بدمائهم - الراعي: شعبنا لا يُذعِن ولا يقبل بمن يدنّس أرضه أو يمس سيادته - 30 نوفمبر.. انتصار شعب - الشريف : تضحيات المناضلين أثمرت استقلالاً وطنياً ناجزاً في الـ 30 من نوفمبر - مجيديع: على القوى الوطنية تعزيز مواجهتها للاحتلال الجديد - الخطري: 30 نوفمبر محطة لتعزيز النضال ومواصلة الدرب لنيل الحرية والاستقلال -
مقالات
الميثاق نت -

الأحد, 03-فبراير-2019
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬ -
تتغير نظرة الأشخاص لماهية الحياة ، بحسب المبادئ والقيم والأسس الفكرية ، التي ترسخت في عقولهم ، ونشأت معهم منذ الصغر ، وبحسب الثقافة الأسرية والمجتمعية السائدة ، وبحسب البيئة المحيطة ، فعادةً ما تطغى المادية والمصلحية والنفعية لدى الأشخاص الذين نشأوا في مجتمعات مادية ، وعادةً ما تطغى المثالية لدى الأشخاص الذين نشأوا في مجتمعات تسود فيها القيم والمبادئ والفضيلة ، ونظراً لتنامي النزعة المادية لدى جميع المجتمعات البشرية مؤخراً ، نتيجة سيطرة الثقافة الرأسمالية على مسيرة الحضارة الإنسانية ، فإن النزعة والثقافة المادية‮ ‬اصبحت‮ ‬هي‮ ‬المسيطرة‮ ‬على‮ ‬غالبية‮ ‬الأفراد‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬مختلف‮ ‬المجتمعات‮ ‬البشرية‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬انهيار‮ ‬وتراجع‮ ‬كبير‮ ‬للمبادئ‮ ‬والقيم‮ ..‬
ومن هذا المنطلق المادي والمصلحي ، أصبحت تدار تفاعلات الحياة اليومية ، ومن هذا المفهوم الضيق لمعنى الحياة ، تحول الأفراد إلى أدوات لتجميع الأموال والثروات ، وجُل تفكيرهم يدور حول كيفية الحصول على المزيد من الأموال والمصالح ، سواء بطرق شرعية أو غير شرعية ، بل إأن الطرق غير الشرعية باتت هي سيدة الموقف ، ونادراً ما تجد أفراداً ملتزمين بالطرق الشرعية في هذا الخصوص ، بل ان التنافس اليوم حول كسب المزيد من الأموال والمصالح ، بالطرق غير الشرعية في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص ، بات نوعاً من أنواع الذكاء والمباهاة والفخر ، وبالمفهوم البلدي (حمرنة العين) ، فكلما حصل هذا الشخص أو ذاك على المزيد من الأموال والمصالح والمناصب ، بالطرق غير المشروعة ، كلما نال درجة مرتفعة في مقياس حمرنة العين المادي المصلحي ، والعكس صحيح ..
وهذا الأمر طبيعي جداً ، في ظل مجتمعات أصبحت السيطرة فيها ، للثقافة والنزعة المادية والمصلحية ، في ظل تلاشي الثقافة الروحية والمعنوية ، قد يقول قائل بأن في كلامي نوعاً من التحامل ، لكن ما يحدث على أرض الواقع العربي عموماً واليمني خصوصاً ، من صراعات وحروب ، ما هو إلا نتاج سيطرة النزعة المادية على ثقافة هذه المجتمعات ، فالصراعات القائمة اليوم ، وتغيير الولاءات ، هي من أجل المال والسلطة والمناصب ، فكم رأينا من أشخاص وهم يبدلون ولاءاتهم وأقنعتهم ، من أجل الحصول على المال ، او من اجل الحفاظ على المناصب التي تُدر عليهم الأموال ، وكم رأينا العديد من صور الخيانات والتآمرات في سبيل ذلك ، وذلك لأن هؤلاء الأشخاص قد جعلوا من الحصول على الأموال والمناصب والثروات هدفهم الرئيسي في هذه الحياة ، وفي سبيل ذلك هم على استعداد للتضحية بأغلى ما يملكون ، فالمادة أصبحت بالنسبة لهم كل‮ ‬شيء‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الحياة‮ ‬،‮ ‬ولديهم‮ ‬قناعات‮ ‬بأن‮ ‬الحياة‮ ‬بدون‮ ‬المادة‮ ‬والأموال‮ ‬والمصالح‮ ‬والمناصب‮ ‬لا‮ ‬تساوي‮ ‬شيئاً‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬قيمة‮ ‬لها‮ ‬،‮ ‬وهكذا‮ ‬تكون‮ ‬آثار‮ ‬النزعة‮ ‬المادية‮ ‬عندما‮ ‬تستحوذ‮ ‬على‮ ‬تفكير‮ ‬الإنسان‮ .. ‬
وهذا يوصلنا إلى حقيقة مؤسفة جداً ، مفادها أن المادة والأموال والمصالح والمناصب ، قد تحولت من أدوات ووسائل ، إلى دين ومنهج حياة ، ونحن بهذا الطرح لا ننكر أهمية المادة ، فالمادة والأموال أداة ووسيلة وزينة في هذه الحياة ، قال تعالى ((المال والبنون زينة الحياة الدنيا)) ، لكن في ظل ثقافة متوازنة تجمع بين الروح والمادة ، فلا تطغى الروح على المادة ، كما هو حال الرهبنة والتصوف والتطرف والتشدد ، وصولاً إلى تعذيب الجسد وحرمانه من نعم الله الحلال في هذه الحياة ، ولا تطغى المادة على الروح كما هو حال النزعة المادية الرأسمالية‮ ‬،‮ ‬وصولاً‮ ‬إلى‮ ‬إهمال‮ ‬الجوانب‮ ‬الروحية‮ ‬،‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬الإفراط‮ ‬في‮ ‬تلبية‮ ‬رغبات‮ ‬وشهوات‮ ‬الجسد‮ .. ‬
وفي كل الأحوال يظل السمو والرفعة للمبادئ والقيم ، كون الحفاظ عليها والتمسك بها ، يحتاج إلى قوة ، وعزيمة ، وإصرار ، وإيمان ، وإرادة ، بينما ليس من الصعوبة بمكان تغيير المبادئ والمواقف والولاءات والقيم والثوابت ، في سبيل الحصول على الأموال والمناصب والمصالح ، فأصحاب المبادئ هم من يمتلكون القدرة على تحمل الصعاب وضغوطات الحياة ، على أن يتنازلوا عن مبادئهم وثوابتهم ، وعلى أن يبدلوا مواقفهم ويغيروا ولاءاتهم بين فينةٍ وأخرى ، وهذا ما يمنح المبادئ السمو والرفعة ، وهو نفسه ما يجعل المصالح والمادة تتقزم أمامها ..
وبالتالي.. فإن قوة وعظمة النفوس البشرية تقاس بمدى قدرتها على التمسك بالمبادئ والقيم والثوابت ، ومدى رفضها للمغريات والشهوات والنزوات ، وضعف النفوس البشرية وانحطاطها يقاس بمدى تخليها عن المبادئ والقيم والثوابت ، ومدى خضوعها للمغريات والشهوات والنزوات ، وبذلك فإن السمو هو سمو المبادئ ، فالحفاظ عليها والتمسك بها يحتاج لنفس قوية عظيمة صادقة وفية ، والعكس صحيح ، فلا يظن من يحصد الأموال ويجني الثروات على حساب تخليه عن مبادئه وقيمه وثوابته ، أن ذلك دليل ذكاء أو قوة ، بل إنه دليل غباء وضعف ، أمام نفسه أولاً ، وأمام‮ ‬الناس‮ ‬ثانياً‮ ‬،‮ ‬ومظاهر‮ ‬السلطة‮ ‬،‮ ‬ومكاسب‮ ‬الأموال‮ ‬والمصالح‮ ‬،‮ ‬لن‮ ‬ينقذه‮ ‬من‮ ‬تأنيب‮ ‬الضمير‮ ‬،‮ ‬ولن‮ ‬ينجيه‮ ‬من‮ ‬لوم‮ ‬الناس‮ ‬له‮ ‬،‮ ‬ولن‮ ‬ينقذه‮ ‬من‮ ‬نظرتهم‮ ‬الدونية‮ ‬له‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وداعاً أمير القلوب
راسل عمر القرشي

حاضر الاستقلال.. وأتباع الاستعمار
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

في يوم الاستقلال.. كُنا وأصبحنا..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

دعوة لإحياء قِيَم الرجولة السامية
عبدالسلام الدباء *

اليمن يغني ويرقص منذ الألف الأول قبل الميلاد
منى صفوان

مجلس بن عيسى والمزروعي.. وجهان لعملة واحدة
سعيد مسعود عوض الجريري*

الغرب "الأخلاقي" جداً !!
عبدالرحمن الشيباني

الأهمية التاريخية لعيد الجلاء ودلالته في البُعد العربي والقومي
مبارك حزام العسالي

نوفمبر به حل السلام في جسد الوطن
عبدالناصر أحمد المنتصر

نوفمبر.. تتويجٌ لنضال اليمن
علي عبدالله الضالعي

30 نوفمبر يومٌ عظيمٌ من إنجازات شعبٍ عظيم
د. عبدالحافظ الحنشي*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)