موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 08-أبريل-2019
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬ -
بصراحة من يتابع المشهد السياسي اليمني ، ويتابع بالذات السياسيين ، والصحفيين ، والإعلاميين ، يصاب بالدهشة والذهول ، وهو يشاهدهم وهم يهاجمون خصومهم السياسيين بشكل مبتذل ورخيص ، ويتهمونهم بأبشع الجرائم ، ويلفقون لهم أفظع المنكرات ، بدون خجل أو حياء ، وهذا هو الفجور‮ ‬في‮ ‬الخصومة‮ ‬،‮ ‬المنهي‮ ‬عنه‮ ‬في‮ ‬الإسلام‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬هو‮ ‬العمل‮ ‬السياسي‮ ‬والإعلامي‮ ‬السلبي‮ ‬،‮ ‬المخالف‮ ‬للقيم‮ ‬الدينية‮ ‬والأخلاقية‮ ‬،‮ ‬والمخالف‮ ‬لعادات‮ ‬وتقاليد‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮..‬

والغريب في الأمر أن هؤلاء السياسيين والإعلاميين والصحفيين ، في فترة زمنية سابقة ، كنا نشاهدهم وهم يمدحون ويسبّحون بحمد من يهاجمونهم اليوم ، وبمجرد حدوث اختلاف ، أو خصام ، أو فقدان مصلحة ، يتناسون المعروف فيما بينهم ، ويتنكرون لكلامهم السابق ، وهكذا تتبدل المواقف‮ ‬بحسب‮ ‬المصلحة‮ ‬،‮ ‬لتصبح‮ ‬المصالح‮ ‬هي‮ ‬الحاكمة‮ ‬لمواقفهم‮ ‬،‮ ‬ضاربين‮ ‬بكل‮ ‬المبادئ‮ ‬والقيم‮ ‬والأخلاق‮ ‬عرض‮ ‬الحائط‮..‬

والعجيب في الموضوع أنهم يستغلون الوطن والوطنية ، وسيلة سواء للمدح أو للقدح ، فمن يتوافق مع مصالحهم ، يمنحوه كل أوسمة الوطنية ، وكل نياشين البطولة ، حتى وإن كان أكبر خائن وأكبر عميل ، ومن يختلف معهم ، يقدحوه بأبشع صور الخيانة والعمالة ، حتى وإن كان للوطنية عنواناً ، وللشهامة والوفاء رمزاً ، وكل ذلك هو الناتج الطبيعي للفجور في الخصومة ، وهذا التطور الخطير والسلبي في العمل السياسي والإعلامي والصحفي ، هو بسبب دخول ضعفاء النفوس وأصحاب الأهواء والمصالح ، ورواد الأطماع المادية والسلطوية ، في هذه الميادين ، فأفرغوها‮ ‬من‮ ‬محتوياتها‮ ‬الهادفة‮ ‬،‮ ‬وأفرغوها‮ ‬من‮ ‬المبادئ‮ ‬والقيم‮ ‬والأخلاقيات‮ ‬الإيجابية‮ ‬،‮ ‬واستبدلوها‮ ‬بالمبادئ‮ ‬النفعية‮ ‬والمادية‮ ‬،‮ ‬وبالقيم‮ ‬السلبية‮ ‬والسوقية‮ ‬والمصلحية‮ ‬،‮ ‬وبالسلوكيات‮ ‬الهدامة‮ ..‬

وبذلك تبدلت معايير الخصومة السياسية ، ففي السابق كان الخصوم السياسيون يلتزمون بمعايير أخلاقية لها حدودها ، ولها ضوابطها ، لا يمكن أن يتجاوزوها مهما وصلت درجة الاختلاف والخصومة فيما بينهم ، لأنهم كانوا رجالاً شرفاء وأحراراً ، يتخاصمون بشرف ، ويعادون بشرف ، وحتى‮ ‬يتقاتلون‮ ‬بشرف‮ .. ‬

ومن أمثلة ذلك عدم الخوض في الشرف والعرض والسمعة ، كون ذلك الأمر يهم الجميع ، وهو عرض الجميع ، وسمعة الجميع ، وشرف الجميع ، بل إن مثل هذه القضايا كانت تجمعهم ، وكانوا يقفون صفاً واحداً ، لمعالجتها بصورة صحيحة ، ووأدها ودفنها ، بعيداً عن الإعلام والتشهير ، ولا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يسمحوا‮ ‬لأنفسهم‮ ‬باستغلالها‮ ‬إعلامياً‮ ‬وسياسياً‮ ‬،‮ ‬لتحقيق‮ ‬مآرب‮ ‬دنيوية‮ ‬وسياسية‮ ‬،‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬السمعة‮ ‬والعرض‮ ‬والشرف‮ ‬المجتمعي‮ ‬،‮ ‬لأن‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬مخالفة‮ ‬صريحة‮ ‬للشرع‮ ‬الإسلامي‮ ..‬

فالتشهير الإعلامي فيما يخص الأعراض ، يندرج ضمن إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم ، فالذي يسعى للتشهير الإعلامي فيما يخص الأعراض ، هو من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع المسلم ، فهل يحب أحد أن يضع نفسه في هذا الموضع ، ويكون من هذا الصنف من الناس ..

قال‮ ‬تعالى‮ :- (( ‬إن‮ ‬الذين‮ ‬يحبون‮ ‬أن‮ ‬تشيع‮ ‬الفاحشة‮ ‬في‮ ‬الذين‮ ‬آمنوا‮ ‬لهم‮ ‬عذابٌ‮ ‬أليمٌ‮ ‬في‮ ‬الدنيا‮ ‬والآخرة‮ )) ..‬

خصوصاً إذا كانت تلك القضايا الأخلاقية منظورة أمام القضاء ، وفي حال ثبوت القضية بالأدلة والبراهين الشرعية والعقلية ، يجب معاقبة ومحاسبة المتهمين ، ويجب أن ينالوا جزاءهم الرادع وفق الشرع ، فنحن نعيش في مجتمع مسلم ، وعلينا أن نلتزم بالتشريعات الإسلامية ، من جميع‮ ‬الجوانب‮ ‬،‮ ‬فإذا‮ ‬كان‮ ‬الشرع‮ ‬الإسلامي‮ ‬قد‮ ‬وضع‮ ‬العقوبات‮ ‬والحدود‮ ‬،‮ ‬فإنه‮ ‬قد‮ ‬وضع‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الضوابط‮ ‬والشروط‮ ‬،‮ ‬لتطبيق‮ ‬تلك‮ ‬الحدود‮ ‬،‮ ‬حرصاً‮ ‬منه‮ ‬على‮ ‬تحقيق‮ ‬العدالة‮ ‬،‮ ‬واجتناب‮ ‬الظلم‮ ‬،‮ ‬والظن‮ ‬السيئ‮ ..‬

والشرع الإسلامي الذي وضع الحدود والعقوبات ، وحرَّم الاغتصاب والزنا والسرقة ، وغيرها من الجرائم ، هو نفس الشرع الذي نهى عن إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم ، فما بالنا بمن يسعى اليوم لنشر الإشاعات عبر وسائل الإعلام ، قبل التحقق من تلك القضايا ، وقبل التأكد من اكتمال أركانها ، فعلى سبيل المثال ما تروج له بعض وسائل الإعلام من ضبط خلايا مخلة بالآداب ، لتأتي وسائل إعلام أخرى تقول بأن مثل هذه القضايا مفتعلة ومخططة لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية ، والدليل على ذلك هو الترويج الإعلامي الكبير لها ، بهدف استغلالها سياسياً‮ ‬وإعلامياً‮ ‬،‮ ‬وأطراف‮ ‬أخرى‮ ‬تتساءل‮ ‬لماذا‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬التوقيت‮ ‬بالذات‮ ‬تم‮ ‬افتعال‮ ‬وتضخيم‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬القضايا‮ ‬المسيئة‮ ‬لسمعة‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني‮ ‬المحافظ‮ ..‬؟‮ ‬

بالنسبة لنا كبشر وكمسلمين ، خلق الله تعالى لنا عقولاً ، ووضع لنا تشريعات وضوابط وأحكاماً لكل شيء في هذه الحياة ، وأمرنا بعدم التسرع في اتخاذ المواقف تجاه أي حادثة أو جريمة ، حتى تتضح الصورة وتأخذ العدالة مجراها ، فإن ثبتت الإدانة بالأدلة الشرعية القاطعة ، فإن‮ ‬موقفنا‮ ‬هو‮ ‬وجوب‮ ‬تنفيذ‮ ‬العقوبة‮ ‬على‮ ‬الضالغين‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬القضايا‮ ‬،‮ ‬وإن‮ ‬كان‮ ‬العكس‮ ‬فكفى‮ ‬الله‮ ‬المؤمنين‮ ‬شر‮ ‬القتال‮ ..‬

وبذلك فإننا لن نستبق الأحداث ، ولن نتسرع في إصدار الأحكام ، ولن نقبل أبداً بأن يستغل أي طرف سمعة النساء اليمنيات الماجدات ، لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية ، ولن نقبل أو نسمح لكائن من كان بالتطاول أو الاعتداء على المرأة اليمنية العفيفة الشريفة الطاهرة ، وكل من‮ ‬تسول‮ ‬له‮ ‬نفسه‮ ‬القيام‮ ‬بذلك‮ ‬،‮ ‬سوف‮ ‬يدفع‮ ‬الثمن‮ ‬غالياً‮ ‬يكون‮ ‬من‮ ‬كان‮ ‬عاجلاً‮ ‬أم‮ ‬آجلاً‮ ‬،‮ ‬وفق‮ ‬الوعيد‮ ‬الرباني‮ ‬الوارد‮ ‬في‮ ‬الآية‮ ‬القرآنية‮ ‬السابقة‮ ..‬

وفي كل الأحوال ستظل مواقفنا السياسية مواقف وطنية وعقلانية ، ثابتة وراسخة وواضحة وصريحة ، لن تتغير أو تتبدل لمجرد حدوث حادثة هنا أو هناك ، ولن تتأثر بالعواطف والانفعالات الوقتية والآنية ، فالقضية قضية وطن ، وسيادة وطن ، ولن نسمح لأحد باستغلال مواقفنا ومشاعرنا وحبنا الكبير لوطننا ، لتحقيق مصالحه السياسية ، ونرفض أشد الرفض استغلال أي طرف لسمعة وشرف وكرامة المرأة اليمنية الطاهرة الشريفة ، لتحقيق مصالح سياسية أو مكاسب سلطوية ، فسمعة وشرف وكرامة حفيدات بلقيس الطاهرات الشريفات العفيفات ، أغلى من السلطة ، وأغلى من كل‮ ‬المصالح‮ ‬،‮ ‬وعلى‮ ‬جميع‮ ‬الأطراف‮ ‬أن‮ ‬يدعوا‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬وشأنها‮ ‬معززة‮ ‬مكرمة‮ ‬،‮ ‬وأن‮ ‬يديروا‮ ‬حروبهم‮ ‬ومعاركهم‮ ‬بشرف‮ ‬في‮ ‬ميادين‮ ‬المعارك‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬أعراض‮ ‬الناس‮ ‬،‮ ‬وبعيداً‮ ‬عن‮ ‬سمعة‮ ‬وكرامة‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ..‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)