موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
السبت, 26-يناير-2008
الميثاق نت -   محمد حسين العيدروس -
ليست المرة الأولى التي يداهم فيها الإرهاب بلادنا ويسفك دماء سياح أجانب، ومع هذا فإن الجدل الذي نتداوله في ما بيننا البين لا يتعدى حدود المشكلة الأمنية وإلقاء اللوم على هذه الجهة أو تلك دونما تفكير بموقعنا - نحن المواطنين - مما يحدث في بلادنا وفي ما إذا كنا ما زلنا جزءاً من تفاعلات الواقع أم لنا شأننا الذي يعنينا، و"للبيت رب يحميه"!!
لا شك أن هناك اتفاقاً عاماً على خطورة المشكلة التي تتعرض لها الصناعة السياحية إذا ما واصل الإرهاب استهداف السياح الأجانب كما أن هناك شبه اجماع على أن الإرهاب هو أحد مظاهر الانتاج الثقافي السلبي الذي يتم تعبئة بعض الافراد به.. لكننا نشك أن هناك أي اتفاق على برنامج معين لدى المجتمع المدني حول آلية مواجهة الظاهرة الإرهابية! مثلما نحن متيقنون أن هناك من يعتبر الأمر مجرد مشكلة بين الدولة والجماعات الإرهابية..!
فالمجتمع المدني بكل مكوناته من منظمات ومجتمعات ومراكز واتحادات ونقابات وإن كان متحمساً لخوض المعركة ضد الإرهاب لكنه مازال يقف بعيداً يصدر البيانات الخجولة التي يدين بها الفعل دون ان ينتقل إلى الميدان الذي يجب ان يضع نسفه فيه أسوة بما تفعل بعض المنظمات والمراكز النشطة في حين يسجل الوسط الثقافي والإعلامي الفراغ الاكبر في المواجهة مكتفياً ببعض الكتابات والتصريحات عن بعد والتي لا تكاد تختلف عن البيانات البروتوكولية التي تصدرها الدول في المناسبات المماثلة، ومع هذا فإننا جميعاً ما زلنا مصرِّين على القول بأن المشكلة ثقافية..!!
اليوم نقف امام حقيقة خطيرة وهي أن السنوات الماضية من عمر مواجهة الدولة للارهاب مازالت غير كافية لتحمي اقتصادنا السياحي من خطر الهجمات الدموية التي تنفذها العناصر المتطرفة، فيا ترى لماذا ما دامت الدولة تسخّر كل امكانياتها المادية والبشرية وعلاقاتها الدولية من أجل تجفيف منابع الإرهاب!؟
أعتقد ان السبب غير غامض لدى الكثيرين وهو لأن الدولة تواجه الإرهاب مع الشرفاء دون تحالف واسع وكبير من قبل المجتمع المدني والقوى السياسية والمؤسسات الثقافية والإعلامية ورغم ان أي نجاح يحرزه الإرهابيون في بلوغ اهدافهم الدموية سيعني هزيمة للقوى المدنية والثقافية في المجتمع قبل ان يشكل أي انتكاسة أمنية، وذلك لأن المواجهة هي في الأساس ليست مواجهة قوى عسكرية أو مؤسسات حربية وإنما هي مواجهة فكرية وثقافية وإنها حرب بين أفكار تبيح القتل والتخريب والعدوان وبين افكار تدعو إلى الأمن والسلام وإعمار الأوطان..!!
يجب على مؤسساتنا الثقافية والإعلامية ان تعي هذه الحقيقة جيداً وتنطلق منها في قراءة الظاهرة الإرهابية التي تتعرض لها اليمن، فإن بقاء واستمرار التنظيمات الإرهابية في نشاطها وظهور خلايا جديدة إنما هو مؤشر خطير على حجم الفراغ الذي خلفه المثقف والإعلامي والخطيب المناطة بهم مسؤولية تنوير المجتمع وغرس ثقافة سمحة ومستنيرة لدى أبنائه كما أنه يمثل مؤشراً على ضعف أدوار المؤسسات التربوية في تنمية الثقافة السلمية في المجتمع.
وهناك أمر مهمّ جداً لا يجب ان نغفله وهو أن بعض القوى السياسية التي نعول عليها القيام بدور ايجابي قد أسهمت في تنمية اليأس في النفوس بخطابات مأزومة وأفكار ومعلومات زائفة تحرص على إشاعتها بين الناس بقصد النيل من سمعة الحكومة والنظام في الوقت الذي تعلم فيه أنها بعملها ذلك إنما تضع الجميع بين فكّي سرطانات حاقدة لن تمنح أحداً فرصة إشهار بطاقته الحزبية لإثبات انتمائه قبل ان تطلق الرصاص عليه..!
فالإرهابيون لم يسألوا سائقي ومترجمي سياح القافلة البلجيكية عن انتماءاتهم الحزبية قبل إطلاق النار عليهم، وهكذا يجري الأمر في كل مرة.. وهكذا ينبغي أن نستلهم أدوارنا مما يحدث ونعرف أن الوطن يخوض معركة لا يمكن كسبها بالسلاح - مهما بلغت قوته- وإنما بالثقافة والتعبئة المضادة التي تشيع المحبة والسلام بين الناس.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)