موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 07-سبتمبر-2020
محمد‮ ‬العريقي -
طالما وهناك توحد على ضرورة مكافحة الفساد ، بعد ان أيقن الجميع خطورة هذه الظاهرة المعيقة للتطور الاقتصادي والاجتماعي ، فقد آن الأوان للسير في المسالك الصحيحة والناجعة للتصدي لهذه الآفة الخطيرة ، من خلال الخطوات والإجراءات الفاعلة والعلمية ، وليس من دوافع حماسية لحظية مرتبطة بحدث ما ، أو لحسابات سياسية ، فهذا الانفعال الحماسي لن يحقق الفائدة المرجوة ، ولن يكفل الاستمرارية ، وقد يتلاشى تأثيره ، مالم يؤطر بالآليات والأدوات الفاعلة التي تتبعها الدول التي نجحت في هذا المجال .
ولنعلم‮ ‬ان‮ ‬مشكلة‮ ‬الفساد‮ ‬ليست‮ ‬قضية‮ ‬مقتصرة‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬،‭ ‬وإنما‮ ‬هي‮ ‬مشكلة‮ ‬عالمية‮ ‬،‭ ‬تتفاقم‮ ‬تعقيداتها‮ ‬كلما‮ ‬توسع‮ ‬وتقدم‮ ‬النشاط‮ ‬الاقتصادي‮ ‬،‭ ‬وتزايدت‮ ‬احتياجات‮ ‬بعض‮ ‬ضعفاء‮ ‬النفوس‮ ‬للثراء‮ ‬غير‮ ‬المشروع‮ .‬
ولذلك أصبحت الدول مهتمة في مواجهة هذه المعضلة الاجتماعية والاقتصادية ، فابتكرت المعالجات والحلول القانونية والفنية والتكنولوجية ، وهيأت لها الكوادر البشرية المتخصصة ،وفوق هذا كله مهدت بقوانين الحصول على المعلومات والشفافية ، إلى جانب الإرادة السياسية ، والإدارة‮ ‬الناجحة‮ ‬،‭ ‬والمناخ‮ ‬الديمقراطي‮ ‬،‭ ‬واستطاعت‮ ‬هذه‮ ‬الدول‮ ‬تطويق‮ ‬وتحجيم‮ ‬ظاهرة‮ ‬الفساد‮ ‬عند‮ ‬حدوده‮ ‬الدنيا‮ .‬
وإذا كان اليمن من أكثر الدول المتضررة من آفة الفساد كما هو ملموس في الواقع ، وكما تؤكده أيضا التقارير الدولية ، فقد صنّفت المنظمة البريطانية لمكافحة الفساد "الشفافية الدولية"، صنفت اليمن في المرتبة الحادية عشرة لأكثر الدول فساداً في العالم، وأكثر الدول فساداً‮ ‬في‮ ‬منطقة‮ ‬الخليج‮.‬
وهذا ليس تحاملاً على اليمن ، فأي مواطن عادي أصبح يدرك ان الفساد هو اكبر عدو معيق للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وطالت مخالبه كل مقدرات واستحقاقات المجتمع ، وبدت مظاهره المكشوفة بكل تحد واستخفاف في أكثر من مشهد في حياة الأفراد والجماعات الفاسدة الذين أصبحوا‮ ‬يمتلكون‮ ‬الثروات‮ ‬والعقارات‮ ‬والشركات‮ ‬،‭ ‬ليس‮ ‬لأنهم‮ ‬احترفوا‮ ‬التجارة‮ ‬والصناعة‮ ‬،‭ ‬وإنما‮ ‬سهل‮ ‬لهم‮ ‬الوصول‮ ‬إلى‮ ‬مصادر‮ ‬الأموال‮ ‬العامة‮ ‬دون‮ ‬حسيب‮ ‬أو‮ ‬رقيب‮ .‬
وليس الفساد مرتبطاً فقط بالضرر الذي طال المال العام ، فأيضاً القطاع الخاص كان له نصيب من هذه الظاهرة ، وكل ذلك تفشى في عدم تفعيل الأنظمة والقوانين الرادعة ، وتردي القيم والأخلاقيات ، حتى كاد الفساد يوغل في حياة الأسرة الواحدة التي طغت فيها الأنانية الى مستوى الخصام والتناحر ، وهنا يتطلب الاعتراف بخطورة المشكلة ، وتشخيص أبعادها ، وتنفيذ استراتيجية العمل لمواجهتها ، اذا كان هناك استراتيجية مجتمعية لذلك ؟ وفي كل الأحوال لابد ان نسلّم أننا بحاجة إلى عمل مستمر منظم وممنهج لهذا الموضوع ، ونبحث في مكامن الضعف في أجهزتنا‮ ‬الرقابية‮ ‬التي‮ ‬عجزت‮ ‬عن‮ ‬القيام‮ ‬بدورها‮ .‬
فرغم ان اليمن لديها إطار عمل قانوني ومؤسسي لمكافحة الفساد منها الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد ، والهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات ، والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ، ونيابات الأموال العامة ، وغير ذلك من الهيئات والمؤسسات الرقابية ، ومع ذلك ، لم يحدث الاختراق الكافي في جدار الفساد مما يجعل الحاجة ماسة للاستفادة من تجارب الدول التي حققت نجاحا في هذا المجال ،خاصة ونحن أصبحنا نستورد كل شيء من الخارج ، فلا نكابر وندَّعي أننا نفهم في كل شيء ، فلماذا أيضا لا نستفيد من تجارب الدول في هذا المضمار‮ .‬
فتجفيف منابع الفساد لم يعد فقط بالملاحقة ،أو سوء الظن ، فالفاسد يحيط نفسه بكل التدابير حتى لا يصل إليه احد ، ومن ذلك سلطة القوة والنفوذ ، أو أساليب الاحتيال والتضليل ، ومن هنا لابد من إجراءات فاعلة وقوية معززة بقوة القانون المتكئ على قوة الدولة ، وتجسيد مبدأ الشفافية والمساءلة ، المعزز بمناخ ديمقراطي حر ، وفي ظل هيبة القضاء ، وهذه أدوات وآليات لجأت إليها الكثير من الدول في مقارعة الفساد ومنها الهند التي تتميز تجربتها بفعالية الدور المجتمعي في الرقابة والمساءلة والشفافية .
كما أن اليمن موقّعة على مواثيق دولية لمحاربة الفساد وفيها الرؤى والتصورات التي يمكن اتخاذها للحد من هذه الظاهرة ، والتساؤل هو: إلى أي مدى استفادت اليمن من هذه الوثائق ؟ والمهم هو: إلى أي مدى أيضا فعَّلت اليمن من أجهزتها الرقابية والقضائية ، والإعلامية ، والمجتمعية‮ ‬،‭ ‬للتصدي‮ ‬للفساد‮ ‬ومن‮ ‬خلفه‮ ‬الفاسدون‮ ‬،‭ ‬هذه‮ ‬التساؤلات‮ ‬لا‮ ‬يُرَد‮ ‬عليها‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬دولة‮ ‬حاضرة‮ ‬،‭ ‬وليست‮ ‬دولة‮ ‬مغيبة‮ ‬،‭ ‬ندعو‮ ‬الله‮ ‬ان‮ ‬يمن‮ ‬علينا‮ ‬بدولة‮ ‬تعم‮ ‬كل‮ ‬ربوع‮ ‬الوطن‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)