د. عبدالوهاب الروحاني - منطوق المدنية يأخذنا بعيداً عن حلبة صراع الثيران، ومنطق القوة والعنف والنار يشدنا الى حدائق الالفة والتعايش ، ويصور لنا عالماً جميلاً خالياً من المزاحمة إلا في خدمة المحتمع ..
تتعدد مهام منظمات المجتمع المدني بتعدد ألوانها ومسمياتها ..
خيرية، حقوقية وانسانية، واخرى جماهيرية وابداعية ..
بمعنى ان منظمات المجتمع المدني تزاحم وتسابق فقط على تقديم الخدمة المجانية .. لله وفي الله ، ولا ترجو من احد جزاء ولا شكوراً..
وهنا وبحسن نية دعوني افترض ان لا تكون وراء يافطات ومسميات بعضها (الخيرية مثلاً) مصالح او اهداف سياسية ومالية او اقتصادية .. رغم وجودها في الكثير ..
ذلك لسببين في رأيي:
الاول: لان طبيعة تشكيل هذه المنظمات هو مجتمعي انساني ويجب ان يظل في اطاره..
الثاني: ان بلداننا المتخلفة بحاجة الى مساهمة المجتمع المدني في معالجة همومه ومشاكله التي لا تقف عند حد ..
ثم نترك للشفافية المجتمعية، وحرية الرأي والتعبير كشف التلاعب وفضحه -انْ وُجد- ليكون للقضاء في المحصلة كلمة الفصل ..
في الوطن العربي ارتبط تأسيس وانشاء منظمات المجتمع المدني بشبهة ، فظهرت بمسميات "جماهيرية" ، وتأسس الكثير منها على اساس سياسي - حزبي .. فتعثر دورها ..
بعد رحيل عمر الجاوي (مثلاً) انهار اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ، وتخلى عن مشروعه التنويري الكبير في الوحدة ، والدفاع عن حرية الرأي والتفكير والتعبير ، وتقزم دوره شيئاً فشيئاً ليتحول الى ممارسة طقوس اجتماعية، وعلى القواعد والقوقعة الحزبية القديمة رغم ان الاحزاب قد تشرذمت وماتت.. ولم تعد منها الا الشواهد على القبور ..
نقابة الصحفيين التي توزع دمها بين القبائل سارت على نمط الادباء .. وتلاشت حتى عن ممارسة طقوس "الموت والعزاء" ..
المنظمات الخيرية الحقوقية والخيرية، ماتت هي الاخرى بموت احزابها ..
خرجت منظمات المجتمع المدني عن اطارها ، ولم تنهض بدورها في بلادنا لانها با ختصار لم تتأسس على اسس مدنية ..
ولا تزال عقلية الانتماء للاجهزة الاستخبارية او للاحزاب تحكمها ..
ولله في خلقه شئون.. |