موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 25-يوليو-2022
‮ ‬إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬‬‬‬‬ -
يتضايق البعض عندما يسمع آراء مخالفة لرأيه وقناعاته الدينية أو الفكرية أو السياسية ، وقد يدفعه ذلك التضايق إلى إصدار الأحكام المجحفة ضدهم ، والتي قد تصل لحد القذف والاستهداف الشخصي والتجريح ، بل إن الأمر قد يصل عند بعض المتشددين والمتطرفين دينياً وايديولوجياً وفكرياً ومذهبياً لدرجة تكفير المخالفين لهم ، وإخراجهم من رحمة الله تعالى ، لمجرد مخالفتهم لهم في الرأي.. والحقيقة أن اختلاف البشر في الأفكار والآراء سُنة إلهية ، وظاهرة كونية ، ويجب على كل إنسان عاقل أن يؤمن بذلك ، ويتعامل مع الناس على هذا الأساس ، ويحترم‮ ‬آراءهم‮ ‬وأفكارهم‮.‬‬‬‬
والطريقة الوحيدة لتعديل أفكار الآخرين بما يتناسب مع أفكارنا وتوجهاتنا ، هي الحكمة والموعظة الحسنة والجدال والحوار بالتي هي أحسن ، عن طريق المنطق والعقل والفكر ، لإثبات صوابية أفكارنا ، في محاولة لإقناع الآخرين بها ، وهذه الوسائل الناجحة للحوار والنقاش الفكري مع الآخر الديني والحضاري والمذهبي والسياسي ، جاء بها المنهج الاسلامي ، وأمر المسلمين بالالتزام بها ، في حواراتهم ومناقشاتهم الفكرية ، وهو ما يجعل من الالتزام بآداب الحوار واحترام التعدد والتنوع واجباً من واجبات الدين ، وأي سلوك يتعارض مع ذلك فيه مخالفة للشرع‮ ‬الإسلامي‮.‬‬‬
وبذلك .. فإن أساليب التهجم على الآخرين ، بكل أنواعها من سب ، وشتم ، وتجريح ، وتكفير ، أثناء الحوار والنقاش والجدال الفكري ، هي أساليب العاجزين فكرياً ، والمختلين عقلياً ، والمفلسين ثقافياً والمتعصبين دينياً ومذهبياً وطائفياً ومناطقياً ، وهي أساليب يرفضها وينهى عنها المنهج الاسلامي ، كما أن تحويل النقاش حول فكرة معينة ، إلى استهداف شخصي سواء لصاحب هذه الفكرة أو أي شخص يدخل في نطاق الحوار ، يدل على العجز والافلاس الفكري والثقافي والحضاري ، والمؤلم والمحزن هو التهجم الشخصي على الأموات والغائبين غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم ، من أجل ذلك علَّمنا الرسول عليه الصلاة والسلام بذكر محاسن الموتى وليس الإساءة لهم والتطاول عليهم ، والصحيح هو الرد على الفكرة محل النقاش بفكرة أخرى تنقضها شرعياً أو منطقياً أو عقلياً ، فالفكرة لا تنقضها ولا تهدمها إلا فكرة مثلها ، ولا يمكن‮ ‬للقوة‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬البطش‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬الاجبار‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬الاكراه‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬الضغط‮ ‬،‮ ‬أن‮ ‬تقضي‮ ‬على‮ ‬الأفكار‮ ‬،‮ ‬بل‮ ‬قد‮ ‬تساهم‮ ‬في‮ ‬توسعها‮ ‬وانتشارها‮ ..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وبما أن العقيدة الدينية هي أفكار وآراء، فمن غير الممكن إقناع أحد بتلك الأفكار بالقوة والاكراه والاجبار ، كون الأفكار من أعمال العقل ، وأعمال العقل من الأمور الشخصية ، والتي لا يمكن للآخرين معرفتها ، من أجل ذلك جعل الاسلام موضوع اعتناق العقيدة مسألة اختيارية يجب أن تقوم على الاقتناع والحرية والرغبة الكاملة ، ونهى أشد النهي عن الاكراه والاجبار في مسألة العقيدة ، قال تعالى ((لا إكراه في الدين )).. وكذلك الأمر في كل الأمور ذات الصلة بالجوانب الفكرية ، بما فيها الفكر السياسي ، فإن الانتماء السياسي لأي حزب أو تيار‮ ‬سياسي‮ ‬،‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يتم‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬الإقناع‮ ‬بالحكمة‮ ‬،‮ ‬والمنطق‮ ‬،‮ ‬والعقل‮ ‬،‮ ‬والحجة‮ ‬،‮ ‬والبرامج‮ ‬والأدبيات‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وطالما أن ديننا أوجب علينا احترام إرادة الآخرين فيما يتعلق بالجانب العقائدي الأخروي ، فإنه من باب أولى علينا احترام إرادة الآخرين فيما يتعلق بأفكارهم الدنيوية ، وانتماءاتهم السياسية ، ويجب أن تظل الحكمة والجدال والحوار بالتي هي أحسن ، هي الوسيلة التي يجب أن نلتزم بها في كل حواراتنا ومناقشاتنا وخلافاتنا السياسية والدنيوية.. ويجب أن يظل احترامنا للتعدد والتنوع السياسي سبيلنا الأفضل في نظرتنا للمخالف لنا ، كجزء من معتقداتنا التي تجعل من هذا التنوع والتعدد والاختلاف سُنة من سُنن الله تعالى ، فنحن عندما نحترم ذلك‮ ‬التنوع‮ ‬والتعدد‮ ‬والاختلاف‮ ‬،‮ ‬فإننا‮ ‬بذلك‮ ‬نؤكد‮ ‬إيماننا‮ ‬بسُنة‮ ‬من‮ ‬سُنن‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮ ‬،‮ ‬وإيماننا‮ ‬بسُنن‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮ ‬هو‮ ‬جزء‮ ‬من‮ ‬إيماننا‮ ‬بعقيدتنا‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)