موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 25-يوليو-2022
‮ ‬إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬‬‬‬‬ -
يتضايق البعض عندما يسمع آراء مخالفة لرأيه وقناعاته الدينية أو الفكرية أو السياسية ، وقد يدفعه ذلك التضايق إلى إصدار الأحكام المجحفة ضدهم ، والتي قد تصل لحد القذف والاستهداف الشخصي والتجريح ، بل إن الأمر قد يصل عند بعض المتشددين والمتطرفين دينياً وايديولوجياً وفكرياً ومذهبياً لدرجة تكفير المخالفين لهم ، وإخراجهم من رحمة الله تعالى ، لمجرد مخالفتهم لهم في الرأي.. والحقيقة أن اختلاف البشر في الأفكار والآراء سُنة إلهية ، وظاهرة كونية ، ويجب على كل إنسان عاقل أن يؤمن بذلك ، ويتعامل مع الناس على هذا الأساس ، ويحترم‮ ‬آراءهم‮ ‬وأفكارهم‮.‬‬‬‬
والطريقة الوحيدة لتعديل أفكار الآخرين بما يتناسب مع أفكارنا وتوجهاتنا ، هي الحكمة والموعظة الحسنة والجدال والحوار بالتي هي أحسن ، عن طريق المنطق والعقل والفكر ، لإثبات صوابية أفكارنا ، في محاولة لإقناع الآخرين بها ، وهذه الوسائل الناجحة للحوار والنقاش الفكري مع الآخر الديني والحضاري والمذهبي والسياسي ، جاء بها المنهج الاسلامي ، وأمر المسلمين بالالتزام بها ، في حواراتهم ومناقشاتهم الفكرية ، وهو ما يجعل من الالتزام بآداب الحوار واحترام التعدد والتنوع واجباً من واجبات الدين ، وأي سلوك يتعارض مع ذلك فيه مخالفة للشرع‮ ‬الإسلامي‮.‬‬‬
وبذلك .. فإن أساليب التهجم على الآخرين ، بكل أنواعها من سب ، وشتم ، وتجريح ، وتكفير ، أثناء الحوار والنقاش والجدال الفكري ، هي أساليب العاجزين فكرياً ، والمختلين عقلياً ، والمفلسين ثقافياً والمتعصبين دينياً ومذهبياً وطائفياً ومناطقياً ، وهي أساليب يرفضها وينهى عنها المنهج الاسلامي ، كما أن تحويل النقاش حول فكرة معينة ، إلى استهداف شخصي سواء لصاحب هذه الفكرة أو أي شخص يدخل في نطاق الحوار ، يدل على العجز والافلاس الفكري والثقافي والحضاري ، والمؤلم والمحزن هو التهجم الشخصي على الأموات والغائبين غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم ، من أجل ذلك علَّمنا الرسول عليه الصلاة والسلام بذكر محاسن الموتى وليس الإساءة لهم والتطاول عليهم ، والصحيح هو الرد على الفكرة محل النقاش بفكرة أخرى تنقضها شرعياً أو منطقياً أو عقلياً ، فالفكرة لا تنقضها ولا تهدمها إلا فكرة مثلها ، ولا يمكن‮ ‬للقوة‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬البطش‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬الاجبار‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬الاكراه‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬الضغط‮ ‬،‮ ‬أن‮ ‬تقضي‮ ‬على‮ ‬الأفكار‮ ‬،‮ ‬بل‮ ‬قد‮ ‬تساهم‮ ‬في‮ ‬توسعها‮ ‬وانتشارها‮ ..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وبما أن العقيدة الدينية هي أفكار وآراء، فمن غير الممكن إقناع أحد بتلك الأفكار بالقوة والاكراه والاجبار ، كون الأفكار من أعمال العقل ، وأعمال العقل من الأمور الشخصية ، والتي لا يمكن للآخرين معرفتها ، من أجل ذلك جعل الاسلام موضوع اعتناق العقيدة مسألة اختيارية يجب أن تقوم على الاقتناع والحرية والرغبة الكاملة ، ونهى أشد النهي عن الاكراه والاجبار في مسألة العقيدة ، قال تعالى ((لا إكراه في الدين )).. وكذلك الأمر في كل الأمور ذات الصلة بالجوانب الفكرية ، بما فيها الفكر السياسي ، فإن الانتماء السياسي لأي حزب أو تيار‮ ‬سياسي‮ ‬،‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يتم‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬الإقناع‮ ‬بالحكمة‮ ‬،‮ ‬والمنطق‮ ‬،‮ ‬والعقل‮ ‬،‮ ‬والحجة‮ ‬،‮ ‬والبرامج‮ ‬والأدبيات‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وطالما أن ديننا أوجب علينا احترام إرادة الآخرين فيما يتعلق بالجانب العقائدي الأخروي ، فإنه من باب أولى علينا احترام إرادة الآخرين فيما يتعلق بأفكارهم الدنيوية ، وانتماءاتهم السياسية ، ويجب أن تظل الحكمة والجدال والحوار بالتي هي أحسن ، هي الوسيلة التي يجب أن نلتزم بها في كل حواراتنا ومناقشاتنا وخلافاتنا السياسية والدنيوية.. ويجب أن يظل احترامنا للتعدد والتنوع السياسي سبيلنا الأفضل في نظرتنا للمخالف لنا ، كجزء من معتقداتنا التي تجعل من هذا التنوع والتعدد والاختلاف سُنة من سُنن الله تعالى ، فنحن عندما نحترم ذلك‮ ‬التنوع‮ ‬والتعدد‮ ‬والاختلاف‮ ‬،‮ ‬فإننا‮ ‬بذلك‮ ‬نؤكد‮ ‬إيماننا‮ ‬بسُنة‮ ‬من‮ ‬سُنن‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮ ‬،‮ ‬وإيماننا‮ ‬بسُنن‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮ ‬هو‮ ‬جزء‮ ‬من‮ ‬إيماننا‮ ‬بعقيدتنا‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)