موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الشيخ/ يحيى الراعي لـ"الميثاق":المؤتمر وكل القوى الخيّرة سيواجهون محاولات تقسيم اليمن - الوحدة..طريق العبور الآمن إلى يمن حُر ومستقر - الأمين العام : كل مشاريع التمزيق ورهانات الانفضال ستفشل - الخطري لـ"الميثاق": الوحدة طَوْق النجاة من كل الأزمات والإشكالات الماثلة والمتوقَّعة - الشيخ/ عبدالله مجيديع لـ"الميثاق": قوة أي شعب أو أمة بالوحدة - الشيخ جابر:المرحلة الراهنة من عُمْر الوحدة تعد الأخطر ونطالب كل الأطراف بوعي ومسؤولية - عزام صلاح لـ"الميثاق": سيظل اليمن موحداً ومؤامرات التقسيم مصيرها الزوال - الشريف لـ"الميثاق": ذكرى الوحدة مصدر إلهام وأمل لليمنيين لتحقيق السلام - أحرار من سقطرى لـ"الميثاق": الوحدة راسخة ولن نستسلم لأعداء الوطن - الشيخ يحيى غوبر: التاريخ سيلعن كل مَنْ يتآمر على الوحدة ويعرّضها للخطر -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 13-ديسمبر-2022
حسن‮ ‬عبدالوارث‮ ❊‬ -
حتى هذه اللحظة، لا أقوى على الإلمام بنواصي القلم ولملمة حواشي الكلِم، فقد صدمني النبأ ، بالرغم من معرفتي الأكيدة بتدهور صحته الجسدية على نحوٍ يومي فادح ، منذ عدة شهور.. وبالرغم من توقُّعي سماع هذا النبأ بين حينٍ وآخر ، منذ فترة ليست بالقصيرة، الاَّ أن وقع هذا‮ ‬النبأ‮ ‬الأليم‮ ‬على‮ ‬الأسماع‮ ‬والوجدان‮ ‬كان‮ ‬صادماً‮ ‬بحق‮.. ‬فهذا‮ ‬ما‮ ‬يحدث‮ ‬لأيّ‮ ‬امرىءٍ‮ ‬تجاه‮ ‬كل‮ ‬عزيز‮.. ‬وهل‮ ‬من‮ ‬عزيز‮ ‬كعبدالعزيز؟
‮...‬
هل‮ ‬انهار‮ ‬بابك‮ ‬الثامن‮ ‬يا‮ ‬صنعاء‮ ‬؟
هل‮ ‬أسلمَ‮ ‬حارسك‮ ‬الأمين‮ ‬الروح‮ ‬؟
‮... ‬وسلَّم‮ ‬عاشقك‮ ‬الأبدي‮ ‬الراية‮ ‬؟
كتب‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬المقالح‮ ‬قصيدته‮ ‬الأخيرة‮ ‬في‮ ‬كتاب‮ ‬صنعاء‮ ‬،‮ ‬وسِفْر‮ ‬الوطن‮ ‬،‮ ‬ودفتر‮ ‬الحياة‮ .. ‬وقرَّر‮ ‬أن‮ ‬يُغادر‮ ‬مقعده‮ ‬في‮ ‬المكان‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬مناسباً‮ ‬لتواجده‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬الزمان‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬جديراً‮ ‬بوجوده‮ .‬
هكذا‮ ‬،‮ ‬بعد‮ ‬رحلة‮ ‬طويلة‮ ‬مُضنية‮ ‬،‮ ‬حطَّ‮ ‬القلم‮ ‬على‮ ‬صدر‮ ‬الورقة‮ ‬،‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬خطَّ‮ ‬الكلمة‮ ‬الأخيرة‮ ‬على‮ ‬وجهها‮: ‬وداعاً‮ .‬
‮...‬
كان‮ ‬ظهره‮ ‬قد‮ ‬تقوَّس‮ ‬وانحنى‮ ‬،‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬نأى‮ ‬بكلكلِ‮ ‬من‮ ‬أثقال‮ ‬ما‮ ‬عانى‮ ‬هو‮ ‬والبلاد‮ ..‬
كان‮ ‬ظهره‮ ‬،‮ ‬فقط‮ . ‬أما‮ ‬قلبه‮ ‬فلا‮ . ‬وأما‮ ‬قلمه‮ ‬فلا‮ . ‬وأما‮ ‬ضميره‮ ‬الوطني‮ ‬والانساني‮ ‬فلا‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬الذاكرة‮ .‬
هل‮ ‬كان‮ ‬ظهرك‮ ‬يا‮ ‬عزيز‮ ‬،‮ ‬أم‮ ‬عضد‮ ‬الوطن‮ ‬هو‮ ‬الذي‮ ‬توجَّع‮ ‬وتهاوى‮ ‬وانكسر‮ ‬؟
أم‮ ‬أنك‮ ‬قرّرت‮ ‬فجأة‮ ‬أن‮ ‬تُواري‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬الوجع‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬بحجم‮ ‬البلاد‮ .. ‬وأن‮ ‬تدفنه‮ ‬معك‮ ‬في‮ ‬رحم‮ ‬المدينة‮ ‬التي‮ ‬عشقتً‮ ‬حدَّ‮ ‬التمزق‮ ‬والألم‮ ‬؟
وها‮ ‬قد‮ ‬ضمَّك‮ ‬رحم‮ ‬صنعاء‮ ‬في‮ ‬رحلتك‮ ‬الأبدية‮ ‬الى‮ ‬الأبدية‮ . ‬فأهنأ‮ ‬برحلتك‮ ‬الأخيرة‮ ‬مع‮ ‬المعشوقة‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬تَرْقَ‮ ‬اليها‮ ‬معشوقة‮ ‬في‮ ‬فؤادك‮ ‬يوماً‮ .‬
‮...‬
كنت‮ ‬مُتّقد‮ ‬الذهن‮ ‬والذاكرة‮ ‬حتى‮ ‬أيامك‮ ‬الأخيرة‮ ‬،‮ ‬ومشتعل‮ ‬الروح‮ ‬والشعر‮ ‬،‮ ‬وهانىء‮ ‬البال‮ ‬بسلامك‮ ‬الداخلي‮ ..‬
وكنت‮ ‬تحتفي‮ ‬بأصحابك‮ ‬في‮ ‬دارك‮ - ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬غبتَ‮ ‬عن‮ ‬مكتبك‮ ‬تحت‮ ‬وطأة‮ ‬التعب‮ - ‬وأنت‮ ‬بشوش‮ ‬المُحيَّا‮ ‬،‮ ‬جذِلاً‮ ‬بهم‮ .‬
وبرغم‮ ‬أن‮ ‬الأصحاب‮ ‬قد‮ ‬تناقص‮ ‬عديدهم‮ ‬،‮ ‬وخَفَت‮ ‬نشيدهم‮ ‬،‮ ‬الاَّ‮ ‬أنك‮ ‬لم‮ ‬تُدِر‮ ‬وجهك‮ ‬يوماً‮ ‬عن‮ ‬أحدٍ‮ ‬منهم‮ ‬في‮ ‬عاديّ‮ ‬يومهم‮ ‬أو‮ ‬عيدهم‮ .‬
ألم‮ ‬تقُل‮ ‬لي‮ ‬يوماً‮ :‬
‮" ‬الأصدقاء
لم‮ ‬يعودوا‮ ‬مثلما‮ ‬كانوا
نجوماً‮ ‬تهتدي‮ ‬بها‮ ‬النجوم‮ ‬،
والأعداء
لم‮ ‬يعد‮ ‬لديهم‮ ‬من‮ ‬فضائل‮ ‬الصبر
ولا‮ ‬أناقة‮ ‬اختيار‮ ‬الكلمات‮ ‬الجارحة‮ " .‬
وقد‮ ‬كنت‮ ‬تراهم‮ ‬في‮ ‬دقيق‮ ‬البصر‮ ‬وعميق‮ ‬البصيرة‮ :‬
‮" ‬هذي‮ ‬الكتلة‮ ‬الكبرى‮ ‬من‮ ‬الزحام
لم‮ ‬يعودوا‮ ‬يُبصرون‮ ‬بعضهم
ولا‮ ‬طريقهم
لا‮ ‬خلفَ‮ ‬في‮ ‬قاموسهم
ولا‮ ‬أمام‮ " .‬
رحمة‮ ‬الله‮ ‬تغشاك‮ ‬يا‮ ‬صديقي‮ ‬ورفيقي‮ ‬ومُعلّمي‮ .. ‬ورحمة‮ ‬الوطن‮ .‬
بَيْدَ‮ ‬أنني‮ ‬أبكيك‮ ‬اليوم‮ ‬،‮ ‬ليس‮ ‬للأمر‮ ‬الذي‮ ‬قضاه‮ ‬الله‮ ‬وقدَّره‮ ‬،‮ ‬وهو‮ ‬أمر‮ ‬محتوم‮ ..‬
انما‮ ‬أبكيك‮ ‬لأنك‮ ‬رحلت‮ ‬في‮ ‬اللحظة‮ ‬الكريهة‮ ‬في‮ ‬حياتك‮ ‬وحياة‮ ‬صنعاء‮ ‬وحياة‮ ‬الوطن‮ ‬والناس‮ ‬الذين‮ ‬أحببت‮ ..‬
اللحظة‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬قط‮ ‬جديرةً‮ ‬برحيلك‮ ‬،‮ ‬الرحيل‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬ينبغي‮ ‬له‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬شبيهاً‮ ‬برحيل‮ ‬النوارس‮ ‬والمآذن‮ ‬والمرافىء‮ ‬والأشرعة‮ .‬
هل‮ ‬كان‮ ‬الرحيل‮ ‬الخطأ‮ ‬في‮ ‬اللحظة‮ ‬الخطأ‮ ‬؟
نعم‮ ‬،‮ ‬كان‮ ‬كذلك‮ ‬تماماً‮ .‬
فقد‮ ‬كان‮ ‬ينبغي‮ ‬لك‮ ‬أن‮ ‬ترحل‮ - ‬اذْ‮ ‬ترحل‮ - ‬في‮ ‬حالةٍ‮ ‬صنعائية‮ ‬مُوشَّاة‮ ‬بالابتهاج‮ .. ‬في‮ ‬سُمُوٍّ‮ ‬يمانيٍّ‮ ‬مُكتظ‮ ‬بالعنفوان‮ .. ‬في‮ ‬موجة‮ ‬فرح‮ ‬،‮ ‬لا‮ ‬تكسرها‮ ‬صخرة‮ ‬ناتئة‮ ‬في‮ ‬شطّ‮ ‬البلاد‮ ..‬
ولا‮ ‬يُصادرها‮ ‬قرصان‮ ‬أعور‮ ‬تمطَّى‮ ‬على‮ ‬صارية‮ ‬الفجيعة‮ ‬الغاشمة‮ .‬

وداعاً‮ ... ‬يا‮ ‬سيّدي‮ ‬وحبيبي‮ .‬

‮❊ ‬موقع‮ : ‬بلقيس‮ ‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة اليمنية بين  التحدي والمأمول
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

عِزَّة اليمن بوحدته واستقراره
هايدي مهدي*

في ذكرى 22 مايو
د. أبو بكر القربي

مقاربة الوحدة وواحدية الثورة اليمنية ووحدة المصير المُشترَك
أ.د. أحمد مطهر عقبات*

34 عاماً من عمر الوحدة.. ثرثرات من قلب الحدث
يحيى العراسي

إلى قادة الأطراف الأربعة
يحيى حسين العرشي*

مُتلاحمون مهما كان
علي حسن شعثان*

الوحدة اليمنية رهان لا يعرف الخسارة
د. طه حسين الهمداني

الوحدة.. المُفترَى عليها..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

الوحدة اليمنية قدر ومصير
عبدالسلام الدباء

حلم شعب
د. محمد عبدالجبار المعلمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)