موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجلس النواب يستمع إلى رسائل الحكومة - غزة.. مجزرة جديدة للاحتلال بدير البلح - 39258 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - تقرير: 10٪ من أهالي غزة استشهدوا أو أصيبوا أو فقدوا - ابتعدوا عن مجاري السيول.. الأرصاد يحذّر - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 39175 - تحذير لسائقي باصات الأجرة من عدم الالتزام بخط السير - صنعاء تحذّر من تصعيد خطير في حضرموت - "ثلاثة كابلات بحرية".. بيان عاجل من وزارة الاتصالات في صنعاء - سفينتا بضائع وحديد ترسوان بميناء الحديدة -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 06-فبراير-2023
طه‮ ‬العامري -
كشفت الأحداث التي تفجرت عام 2011 م عن أزمة وجودية وأزمة هوية وانتماء كنا نعيشها ونحاول تغافلها على أمل أن نصل ذات يوم إلى مراسي الاستقرار، ولكن كما خابت أحلامنا بالتغير خاب أملنا بالوصول إلى مراسي الاستقرار، وادركنا من واقع الأزمة أننا كنا نعيش كسلطة وفعاليات ونخب ومجتمع في كنف الرعاية الوجاهية وتوافق الرموز السياسية الفاعلة، التي أدى خلافها وتنازعها على المصالح والسيطرة والنفوذ إلى انهيار كلي لمنظومة السلطة ومؤسساتها السيادية، ومعهم انهارت منظومة القيم الاجتماعية، لنتفاجأ على إثر ذلك بنضوح خطاب سياسي وثقافي واجتماعي حافل بالمفردات الدخيلة ويعبر عن نوازع طائفية ومناطقية ومذهبية وقبلية رافق صراع الترويكا النافذة التي شكلت بأحبارها أطياف المرحلة السابقة للأزمة، ثم وفي لحظة تيقنها أنها أمام أزمة جديدة وغير مسبوقة وأن من الصعب تداركها أو السيطرة على ظواهرها راح أطراف هذه الترويكا كلاً باتجاه وكلاً يبحث عن طوق النجاة لذاته بمعزل عن بقية شركائه، فيما آخرون كانوا في مواجهة تلك الترويكا راحوا بدورهم يبحثون بين غبار الأزمة عن مصالحهم بدوافع لا تخلو من الرغبة في الانتقام من رموز تلك الترويكا التي سيطرت على شئون السلطة‮ ‬والوطن‮ ‬لعقود‮..!! ‬
وعلى قاعدة (المقدمات تدل على النتائج) فقد برزت أزمة 2011م بمقدمات تجسد من ناحية حقيقة الاحتقانات السياسية المتراكمة في الوعي الجمعي، ومن الأخرى تعبر عن حالة (الانحطاط) التي حملها الخطاب السياسي لأطراف الصراع ومن ثم ذهاب كل طرف يرسخ في وجدان وذاكرة أتباعه مفردات‮ ‬الحقد‮ ‬والكراهية‮ ‬وثقافة‮ ‬إلغاء‮ ‬الآخر‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬يغفل‮ ‬كل‮ ‬طرف‮ ‬فكرة‮ ‬إظهار‮ ‬نفسه‮ ‬بمظهر‮ (‬القديس‮ ‬المنقذ‮ ‬للوطن‮ ‬والشعب‮) ‬و‮(‬شيطنة‮) ‬كل‮ ‬ما‮ ‬دونه‮ ‬وتحميلهم‮ ‬وزر‮ ‬كل‮ ‬المؤبقات‮ ..‬؟‮! ‬
وفي مشهد سفسطائي لا يخلو من الدراما الكوميدية وفيما كان (الشباب) في الساحات يرفعون شعار (إسقاط النظام) هرولت النخب السياسية والحزبية لتلتحق بشباب الساحات ومن ثم السيطرة عليها، لترفع بدورها شعار إسقاط النظام مع انها هي كأحزاب معارضة تعد جزءاً من النظام لأن النظام يتكون من (السلطة والمعارضة) ولم يتوقف الأمر هنا بل تفاعلت الأزمة وأدت إلى (انشقاق النظام) فذهب الجناح المنشق والذي يعد أسوأ ما في النظام ليلتحق بدوره بالساحات بزعم حماية الشباب من بطش باقي مكونات السلطة أو النظام المفترض، لم يتوقف الأمر هنا بل أدى انشقاق‮ ‬رموز‮ ‬السلطة‮ ‬إلى‮ ‬انشقاق‮ (‬القبيلة‮) ‬بصورة‮ ‬غير‮ ‬مسبوقة‮ ‬في‮ ‬تاريخ‮ ‬الصراعات‮ ‬المتجددة‮ ‬على‮ ‬السلطة‮ ‬والثروة‮ ‬والنفوذ‮..‬؟‮! ‬
كانت (تعز) كما عهدها التاريخ الوطني دوماً هي أيقونة الثورة والتحولات والمبادرة في صناعة المتغيرات الوطنية والمساهم الأكبر في كل الأحداث الوطنية وكان شبابها ورجالها هم وقود هذه الأزمة ومن (صعدة إلى المهرة ومن كمران حتى سقطري) كان غالبية الشباب الذين تساقطوا‮ ‬خلال‮ ‬تلك‮ ‬الأزمة‮ ‬ينتمون‮ ‬لتعز‮.. ‬
ولم يكون أبناء (تعز) يحملون بخروجهم وحماسهم للتغيير نوازع طائفية أو مناطقية أو مذهبية بل كانوا يحلمون بالتغيير وبدولة المواطنة بعد عقود من القهر وغياب العدالة والإنصاف وانعدام مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية، ولكن وكما تبخرت أحلامهم في الثورة والجمهورية تبخرت أيضاً أحلامهم بالتغيير السلمي الذي تطلعوا إليه من خلال أزمة 2011م التي انقلبت بؤساً وقهراً ورعباً على (تعز) وأبنائها الذين يدفعون اليوم ثمن رغبتهم في التغيير وإحداث التحولات لمصلحة كل الوطن دون استثناء..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
هل يتجاوب "محور الاعتدال" العربي مع المُتغيرات الراهنة أم يفوته القطار مجدداً؟
السيد شبل*

وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)