موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 08-يناير-2024
إبراهيم ناصر الجرفي -
ذهب علماء النفس إلى أن العوامل النفسية والتربوية والبيئية لها دور كبير في تكوين شخصية الإنسان ، ولها تأثير بارز في تحديد مواقفه وسلوكياته الدينية ، فالإنسان الذي نشأ وترعرع في بيئة نفسية وتربوية معتدلة ومتوازنة وسوية ، منحته الحب والحنان والرعاية والعطف والرحمة والسلام النفسي والأسري والاجتماعي ، بدون شك سوف تكون مواقفه وسلوكياته الدينية سوية ومعتدلة ومتوازنة ، بينما الإنسان الذي نشأ وترعرع في بيئة نفسية وتربوية متطرفة ومتشددة وقاسية ،حرمته من الحب والحنان والرعاية والعطف ،وجعلته يتجرع كل صنوف العنف الأسري والاجتماعي وكل صور المعاناة والحِرمان ، بدون شك سوف تتأثر مواقفه وسلوكياته الدينية بالتطرف والتشدد والغلو والعدوانية ، في حين أن الإنسان الذي نشأ وترعرع في بيئة نفسية وتربوية فاسدة ومنحرفة ومنحلة ، حرمته من الفضيلة والأخلاق النبيلة والفطرة البشرية السوية ، بدون شك سوف تتأثر مواقفه وسلوكياته الدينية بالانحراف والفساد والإنحلال الاخلاقي ، فكل إناء بما فيه ينضح ..

ومن المتعارف عليه أن الحالة النفسية للإنسان هي انعكاس لظروفه البيئية والتربوية والأسرية والاجتماعية ، فالحالة النفسية هي التي تحدد مواقف الإنسان وسلوكياته الدينية ، والحالة النفسية المعتدلة والمتوازنة والسليمة من الاضطرابات والعقد النفسية ، سوف تجعل صاحبها يميل للأفكار الدينية المعتدلة والمتوازنة والسوية ، وتجعله يستغل التشريعات الدينية للدعوة إلى الخير والرحمة والتعاون والتسامح والتعدد والتنوع والتعايش السلمي مع الآخرين ، بينما الحالة النفسية المتوترة والمضطربة والحاقدة والمعقدة نفسيا ، سوف تجعل صاحبها يميل للأفكار والدعوات المتطرفة والمتشددة والعدوانية ، وتجعله يستغل التشريعات الدينية للدعوة للتطرف والتشدد والكراهية والقسوة والعنف والإرهاب والعداء للآخرين ، لإفراغ الشحنات السلبية والعدوانية التي بداخله ضد الآخرين باسم الدين وتحت غطاء الدين ، وبذلك لا يمكن أن تجد إنساناً يمتلك حالة نفسية سليمة ومعتدلة يؤيد التطرف والتشدد الديني ويشجع على العداوة ضد الآخر الديني والمذهبي ، لأن هكذا مواقف وسلوكيات تتعارض مع الفطرة البشرية السوية ومع تشريعات وأحكام الدين الصحيحة ..

وبذلك فإن دعاة التطرف والتشدد والكراهية والعنف والعداء للآخر المختلف معهم في كل زمان ومكان ، هم أشخاص يعانون من اضطرابات وعُقَد نفسية مزمنة ، تدفعهم دفعاً لاستغلال الدين استغلالاً سلبياً لتفريغ اضطراباتهم وعُقدهم النفسية ضد الآخرين بغطاء ديني ، وتجعلهم لا يترددون في تكفير الآخر وتشويه صورة الآخر ، ورفض الآخر ، ومحاربة أفكار الآخر دون تمييز بين الإيجابي والسلبي منها ، ولا يترددون في تفسير وتأويل التشريعات والأحكام الدينية بصورة متشددة ومتطرفة ، تنزع منها كل صور الخير والرحمة ، وصولاً إلى استباحة دماء الآخربن ومصادرة حقوقهم وحرياتهم ، وهم بذلك يُجِيزون لأنفسهم ممارسة العنف والقسوة والتطرف والإرهاب ضد الآخرين باسم الدين حتى لا يلومهم أحد ، وحتى يعفوا أنفسهم من تأنيب الضمير ، وحتى يجدوا لأنفسهم المبررات لمواقفهم وسلوكياتهم العدوانية أمام الآخرين ، ورغم كل ذلك إلا أن الصورة قد باتت واضحة لدى الكثير من الناس ، فتبنًي الإنسان المواقف والسلوكيات الدينية المتطرفة والمتشددة والعدوانية ، دليل واضح على اضطراب واختلال حالته النفسية ومعاناته من عُقد نفسية مزمنة ، فالمواقف الدينية المتطرفة والمتشددة والسلوكيات العدوانية تجاه الآخرين ، لا يمكن أن تصدر من شخص يمتلك نفسية سوية ومعتدلة ومتوازنة ..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)