موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 25-مارس-2024
إبراهيم ناصر الجرفي -
بدايةً.. من الحقائق التاريخية أن لقب (تُبَّع) كان يطلق على ملوك سبأ وحمير ، لأن قومهم كانوا يدينون لهم بالسمع والطاعة ، بمعنى أن التبعية والسمع والطاعة صفة ملازمة لهذا الشعب منذ القِدَم ، والفرق أن التبعية السياسية في تلك الفترات كانت تبعية إيجابية ، لأنها كانت تبعية داخلية ، حيث كان المتبوع هو الحاكم التُبع اليماني ، والتابعون هم المحكومون أبناء الشعب اليمني ، وفق علاقة سياسية متوازنة بين الطرفين ، ونتيجة لتلك التبعية الداخلية الإيجابية تمكن اليمنيون من بناء وتشييد الحضارة اليمنية القديمة ، والتي هي بحق من أقوى الحضارات الإنسانية ، لأن نفوذها كان يمتد -حسب المصادر التاريخية وحسب ما تم العثور عليه من الآثار - إلى خارج حدود الجزيرة العربية ، وظلت صفة التبعية الإيجابية الداخلية هي السائدة خلال تاريخهم الطويل الممتد لأكثر من 2500 عام تقريباً ، لكن للأسف الشديد بعد ضعف الدولة الحميرية ، وتحديداً بعد الغزو الروماني النصراني الحبشي لليمن ، انتقاماً لإحراق الملك الحميري ذو نواس نصارى نجران ، وجد اليمنيون أنفسهم بين فترةٍ وأخرى تابعين سلبيين ، بدايةً بالتبعية للأحباش المدعومين من النصارى والرومان ، ثم التبعية للفرس الذين غدروا بالتبع اليماني سيف بن ذي يزن ، وهكذا ..

والتبعية السلبية هي عكس التبعية الإيجابية ، فبينما تكون التبعية الإيجابية داخلية (المعنى الحرفي للسيادة والاستقلال) ، تكون التبعية السلبية خارجية (المعنى الحرفي للوصاية والاستعمار) ، وبينما ينتج عن التبعية الداخلية الإيجابية العزة والكرامة والقوة والسيادة والاستقلال ، ينتج عن التبعية للخارج الذل والهوان والضعف وفقدان السيادة والقرار الوطني ، وبينما تكون ثمرة التبعية الداخلية ، التقدم والتطور وتشييد وبناء الحضارات ، تكون ثمرة التبعية للخارج التمزق والضعف والتخلف والتراجع الحضاري ، لذلك على كل أبناء اليمن الأحرار أن يدركوا حقيقة مهمة جداً ، وهي أن أصحاب مشاريع التبعية الخارجية السلبية (أدوات الوصاية الخارجية) ، لا يمكن أن يسمحوا لأي مشروع وطني تحرري يسعى إلى تحرير اليمن من الوصاية والتبعية الخارجية بالنجاح ، وما يقومون به اليوم من حروب وصراعات بالوكالة خير دليل على ذلك ، كونهم قد تعوَّدوا على الاسترزاق من موائد وأموال الخارج ، وتعوَّدوا على الاستقواء بالخارج على أبناء الشعب اليمني ، وسيظلون حجر عثرة أمام أي مشروع وطني تحرري يهدف إلى تحرير اليمن من كل صور وأشكال الوصاية والتبعية للخارج ..

فلا توجد وصاية خارجية حلال وأخرى حرام ، فكل أشكال وصور الوصاية الخارجية محرمة في القواميس والأعراف والقوانين الوطنية والقومية ، والمباح فقط هو إقامة علاقات دبلوماسية مع جميع الدول تقوم على الاحترام المتبادَل والتعاون الثنائي وعدم التدخل في الشئون الداخلية ، وطالما ظل اليمنيون قابعين تحت براثن التبعية والوصاية الخارجية ، فلن تقوم لهم قائمة ، ولن يكونوا في قوة وعزة ومنعة وكرامة ، ولن يتمكنوا أبداً من بناء وتشييد أي حضارة ، وسيظلون في مؤخرة الركب الحضاري للشعوب والأمم ، وستكون أحوالهم وظروفهم من سيئ إلى أسوأ ، مهما حاول اصحاب مشاريع الوصاية الخارجية تبريرها وتجميل قُبحها وتغطية سوأتها من خلال الشعارات البراقة والزائفة ، فالوصاية الخارجية انتهاك لسيادة الشعوب واستقلالها وكرامتها ، وعزة وقوة وكرامة ومستقبل الشعوب مرهونة بتحررها من الوصاية الخارجية بكل صورها وأشكالها ، وليس أمام أي شعب من طريق للعودة إلى طريق المجد والعزة والتقدم إلا بالتحرر من الوصاية والتبعية الخارجية السلبية البغيضة ، ودعم مشروعها الوطني التحرري ..

فـ الله الله يا أبناء اليمن الأحرار، مستقبلكم بين أيديكم ، وطريق المجد مرسوم أمامكم ، فلا تكونوا شر خلف لخير سلف؛ ولا تقبلوا بتدخل الخارج في شؤونكم الداخلية مهما كانت الأسباب ، فالتدخل الخارجي في شؤون الوطن هو من يقود إلى أسوأ أنواع التبعية السلبية ، وهو من يقود الشعوب للذل والهوان والضعف ، ولا يوجد إنسان وطني ، يؤيد الوصاية والتبعية الخارجية السلبية ، ويدعم التدخل الخارجي في شئون وطنه ، لأن الإنسان الوطني المحب لوطنه ، هو الذي يرفض رفضاً قاطعاً ، التبعية الخارجية السلبية ، ويرفض التدخل الخارجي في شئون وطنه بكل أشكاله وصوره ، لأن التدخل الخارجي والتبعية السلبية تسلب الوطن سيادته واستقلاله وقراره ، وتسلب المواطن كرامته وحريته ، فحب الوطن والإخلاص له لا مكان لهما في قلب مواطن يؤيد التبعية الخارجية السلبية ويسعى إلى فرض الوصاية الخارجية على وطنه ، مهما حاول تبرير ذلك ، لأنه لا يوجد أبداً مبررات مهما كانت وكيفما كانت يمكنها أن تبرر الوصاية الخارجية والتدخل الخارجي في شئون الأوطان ..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)