موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 11-نوفمبر-2024
طه العامري -
كثيرة هي العوامل الذاتية والموضوعية التي مكَّنت دونالد ترامب من العودة للبيت الأبيض بعد حملات الملاحقة التي طالته؛ وبعد أكثر من 36 تهمة جنائية وُجّهت له، واحدة منها إنْ ثبتت ضده كفيلة بأن تحرمه من حقوقه المدنية بقية حياته..!
لكن ترامب ورغم الضجيج والجدل والجرجرة أمام المحاكم الفيدرالية ومحاكم الولايات، ورغم كل ما قِيل عنه بعد أحداث الكابيتول أو القضية المعروفة بقضية (6 يناير 2020م)، عاد ترامب لحكم أمريكا لأن المرحلة التي تعيشها أمريكا تتطلب رئيساً يتمتع بشخصية ترامب وكارزميته، خاصةً فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية التي تعيشها أمريكا ويواجهها الاقتصاد الأمريكي الذي تبلغ ديونه الخارجية (10.8 ترليون دولار)، فيما يبلغ الدين الداخلي (5.9 ترليون دولار)، فيما العملة الورقية الدولار تُطبع بدون ضمان حقيقي؛ وكلفة طباعة ورقة (فئة مائة دولار تكلف 13 سنتاً)..!
الدولة العميقة والشركات القابضة ومجمع الصناعات العسكرية، ينظرون لترامب باعتباره المخلّص الذي لديه قدرة على ابتزاز أو تهديد الحلفاء، بعكس أقرانه من الرؤساء القادمين من مفاصل الدولة العميقة، إذ أن ترامب لا ينتمي لهذه الترويكا بل جاء من خارجها ولهذا يتعامل بعلاقته الخارجية بـ (عقلية التاجر)، غير مكترثٍ بما يصطلح عليه بأدبيات الدبلوماسية الناعمة فالرجل لن يتصرف على طريقة سلفه (بايدن) حين راح يفرض على حلفائه في أوروبا قطع علاقتهم مع روسيا في مجال الطاقة والمعادن، وفرض عليهم شراء الطاقة من أمريكا بأسعار تزيد أربعة أضعاف عن السعر الذي تحظى به الشركات الأمريكية، وبما يوازي عشرة أضعاف السعر الذي كانت دول أوروبا تلقاه من روسيا..!
هذا من ناحية، من ناحية أخرى يرى ترامب أن أمريكا ليست معنية بأن تنفق أموالها وتستدين لحماية حلفائها الذين بنظر ترامب عليهم أن يدفعوا ميزانية الناتو ويدفعوا حتى تكاليف القوات الأمريكية المشاركة فيه لأن مهمة هذا الحلف هو حماية أوروبا وليس أمريكا القادرة على حماية نفسها..
ترامب أيضاً قادر على إجبار دول الخليج على ضخ أموالها للخزانة الأمريكية مقابل حمايتها وقالها ترمب صراحةً للسعودية في خطاب علني (إنكم غير قادرين على أن تصمدوا أسبوعاً دون حمايتنا)..!!

ترامب يرى أن أمريكا لا يعنيها ما يحدث في أوكرانيا وليست مسؤولة عنها، بل من مصلحة أمريكا الاتفاق مع روسيا الاتحادية ويمكن تقاسم النفوذ معها، لكنه يرى الخطر القادم من الصين هو التحدي الأكبر لأمريكا خاصةً في الجانب الاقتصادي وسيطرة الصين على اقتصاد العالم بما في ذلك الاقتصاد الأمريكي، وحسب قناعته فإن رفع رسوم الجمارك والضرائب على الصناعات الصينية القادمة إلى أمريكا هو وسيلة مُثْلى لحماية الشركات الأمريكية وإعادة تنشيطها وتمكينها من استيعاب العمالة الأمريكية..
ترامب يحلم أيضاً بمد جسور الصداقة مع روسيا وكسبها إلى جانبه ضد الصين، وهي محاولة بائسة لكنه يسعى ويتطلع إلى تحقيقها..
أضِف إلى كل هذا موقفه من المهاجرين مع أن أمريكا من أساسها هي دولة مهاجرين وهو نفسه مهاجر قادم من أيرلندا.. لكن عقليته التجارية تحتّم عليه الإقدام على هذا التصرف..
الأمر الأخير الذي أعاد به ترامب للبيت الأبيض هي قضايا اجتماعية أبرزها قانون الإجهاض و (المثلية) التي فجَّرت صراعاً غير معلَن بتوصيفه – بين الجمهورين الرافضين والديمقراطيين المؤيدين – لكنه يندرج في سياق قانون الإجهاض الذي يرفضه ترامب ويؤيده الديمقراطيون، وآخر الأسباب حروب أمريكا الخارجية التي تستنزف الخزانة الأمريكية مئات المليارات دون عوائد سوى إثارة العالم ضد أمريكا..

لكل هذه الأسباب عاد ترامب للبيت الأبيض؛ وقد لعبت حرب غزة ولبنان دوراً في عودته بعد أن نال تصويت الجاليات العربية والإسلامية، بعد تعهُّده أمامهم بإيقاف هذه الحرب..
ترامب يحسب علاقة أمريكا مع العالم انطلاقاً من قاعدة الربح والخسارة، فالرجل لا يعترف بالدبلوماسية الناعمة..
الأهم من كل هذا يجب أن لا يؤخذ كلام ترامب وتصريحاته على محمل الجد خاصةً في القضايا الاستراتيجية مثل موقفه من إيران أو من الصين لأنه في الأخير وعملياً سوف ينظر لهذه العلاقة من ناحية الربح والخسارة..
ويبقى قادم الأيام كفيلاً بالكشف عن سياسة الرجل القادم للبيت الأبيض حباً بالثأر لذاته وإعادة الاعتبار لشخصه بمعزل عن كل الوعود التي قطعها للناخبين.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)