موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 34789 - مواطنون لـ"الميثاق": مَنْ يدعون للانفصال يمثلون أنفسهم وأسيادهم - تربويون لـ "الميثاق": الأختبارات تسير بشكل جيد وهناك توجُّس من بعض المواد - المانجو اليمني.. بين شائعات الإنترنت وتحديات الزراعة - إلى بنكي المركزي في عدن وصنعاء: تعالوا إلى كلمة سواء - المساح يكتب عن حياته من بيع (التمباك والصحف) إلى صناعة وإبداع الدهشة "2-2" - شرف يحيي موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية - النواب يندد باستمرار الإجراءات التعسفية ضد المتظاهرين بالجامعات الغربية - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 34 ألفاً و683 - مجيديع يعزي بوفاة الشيخ شعلان الأبيض -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 05-يناير-2016
عبدالرحمن مراد -

غادرنا عام 2015م وقد ترك تأريخاً في صفحات قلوبنا وذكريات وأحداثاً لم تسعها مجلدات التأريخ في المستقبل لكثرة ما تشعب وتشظى وتداخل في أحداثه، وفي ظني أن عام 2015م شهد غروب جماعات وبزوغ أخرى وتلك سنة الله في كونه، بزوغ وأفول، والمرء في تلك السنن حيث يضع نفسه فمنهم من سيكون ملعوناً ومنهم من سيتحدث عنه المستقبل والتأريخ ويحمد أفعاله ويثني على مواقفه.
وفي مقابل أفول عام 2015م يأتي بزوغ عام 2016م وقد قالت تباشيره الأولى إن هناك واقعاً جديداً على المستوى الإقليمي وعلى المستوى الوطني اليمني بدأ يتشكل، ومؤشرات المستقبل ورموزه التي تبعثها الأحداث والوقائع تقول إن القوى التي سارعت الى تقديم قرابين الطاعة والولاء من خلال الهدم والدمار والأشلاء الممزقة الى عروش الطغاة من آل سعود ومن تحالف معهم قد كتبوا شواهد قبورهم بكلمات اللعنات وعبارات التخوين والسباب البذيئ الذي تلوكه عامة الناس ولا تستنكفه ألسنة خاصة الناس ولا كتاباتهم، وقد صهرت وقائع العدوان المجتمع اليمني وعملت على إحداث الفرز والتمايز، فالتهافتيون على موائد الرياض اتخذوا موقف (البين.. بين) موقف دعوى الوطنية.. كما نرى ذلك في إعلامهم وخطابهم الزائف والمخادع..، وموقف عداوة الوطن يتجلّى ذلك من خلال تأييد العدوان، ووضع الإحداثيات والتهليل والفرح بحركة التدمير والدمار والفناء والأشلاء المتناثرة في ربوع اليمن.. وهذان الموقفان، موقف العداء للوطن وموقف ادعاء الوطنية لا يجتمعان، فليس هناك إلا الوطنية وإلا الخيانة، ولا ثالث لهما، مهما تشدق إعلامهم وزيّف وضلل الحقائق.. إذ لا يهم أن تكون الوطنية معتدلة وخاضعة.. وإنما المهم أن تكون صادقة إذا اعتدلت في الانتماء والاعتزاز بهويتها، وصادقة إذا تطرفت في الاعتزاز بكرامتها.. ويبدو أننا تحت قصف العدوان السعودي نحتاج الى التطرف الوطني.. إذ لا وطنية بلا حماس متعصب لأن الحماس أدل على حرارة الاعتقاد الوطني، أما حركة الإلهاء وإفساد الضمائر التي حوّلت الجيوب الى وطن للكثير من أولئك الذين باعوا أنفسهم بدراهم معدودات، وكانت فنادق الرياض وأرصفة البارات مبلغ طموحاتهم فقد سقطوا الى الدرك الأسفل ولم تعد قيمتهم ذات معنى في الوجدان الوطني، وغداً حين يذهب عنهم بريق الذهب وتعلو وجوههم ذرات الأتربة والذلة سوف يكتشفون أنفسهم، ويعضون أصابع الندم ولات حين ندم.
وأمام تموجات الزمن الجديد الذي أعلن عن تباشير نفسه خلال ما سلف من أيام نجد المشهد السياسي اليمني أمام فاعلين حقيقيين هما المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله وقد كتب من سواهم على نفسه الأفول، وأمام مثل ذلك الحال تكون المسؤولية الوطنية والأخلاقية مضاعفة، ولا خوف على حركة أنصار الله لأنها قوة سياسية في طور البزوغ، وكل الخوف على المؤتمر الذي يصارع الأحداث ويقارعها وقد عركته الأزمنة وتركت السنوات الأخيرة على جسده الكثير من الجروح والثغرات، وهو الآن يتصدر المشهد السياسي من خلال موقفه المبدئي والصحيح والوطني المنبثق من الواقع والصادر عن الحس الشعبي الغالب، والخروج عن هذا الموقف الذي عليه المؤتمر هو خروج عن الوجود والفاعلية والحياة، ولذلك لا نحبذ للمؤتمر أن يذهب الى الضياع والتيه، لأن ثمة ما يجب الالتفات اليه، وثمة فراغ في البناءات العامة ترغب في الامتلاء، وغياب المؤتمر عنها سيجعله عرضة لعوامل الزمن الجديد الذي يبدو أنه يندفع الى المستقبل بسرعة الضوء.
لقد قلنا مراراً وتكراراً إن المؤتمر يملك من الإمكانات الكثير لكنه لا يعمل على توظيف تلك الإمكانات التوظيف المتلائم مع حاجات المراحل وضروراتها، وقلنا إن الاشتغال السياسي وحده لا يكفي إذ لابد أن يكون الاشتغال في المستويات الاخرى الثقافية والفنية والمجتمعية والمؤسسات المدنية وفي البناءات الاجتماعية موازياً للاشتغال السياسي، لأن تلك المستويات هي الأعمدة الأساسية للبناء السياسي والموقف السياسي، كما أن إعلام المؤتمر لا يبرح مكانه وأدواته القديمة - وأنا هنا أعني الإعلام المرئي والمسموع لأنهما الأكثر شيوعاً وتأثيراً - فقناة «اليمن اليوم» تراجعت نسبة مشاهديها لنمطيتها، وتقليديتها، فهي لم تغادر صورتها النمطية منذ تأسيسها، كما أن إذاعة «يمن إف إم» تتعامل مع جمهورها بترف مبالغ فيه، وبصورة كوميدية هزيلة.. وهي لا تصنع وعياً ولكنها تتعامل مع الواقع من باب الاستهلاك وسوق العرض والطلب.. وغياب المؤتمر عن التفاعل مع الزمن الجديد الذي وجد نفسه فاعلاً قوياً ومؤثراً فيه سيترك ثغرات ينفذ منافسوه منها، كما أن الثغرات التي قد تبدو ضيقة بفعل عوامل خارجية سوف تتسع دائرتها وإذا اتسعت ستحمل عوامل الفناء في داخلها وهذا أمر لا نرجوه ولا نأمله، وقد كثرت نداءاتنا بضرورة التجديد والتحديث وتنشيط المستويات المختلفة في البناء التنظيمي للمؤتمر، بيد أنّ أصواتنا لا تجد آذاناً ولكنه الواجب الوطني والضمير الأخلاقي يجعلنا نرسل كلماتنا من باب البلاغ، فإنْ لامست ضمائرهم فذلك غايتنا وهدفنا، وإنْ صمّوا وعموا فحسبنا أننا سجلنا موقفاً أمام التأريخ.
لقد أفل عام 2015م وأفلت معه ظروف وضرورات وكيانات وتوجهات، وجاء عام 2016م وهو زمن جديد كل الجدة لما أفرزه واقع العدوان وما أحدثه من متغيرات.. والتفاعل مع الزمن الجديد هو الضمان الأكيد للاستمرار في المعادلة الوجودية.. فهل يعي قادة المؤتمر ذلك..؟
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تحوُّلات كبرى تصنعها اليمن لصالح القضية الفلسطينية
يحيى علي نوري

عبدالباري طاهر.. رجل أحدثَ فارقاً في حياتنا
منال الشيباني

الوحدة اليمنية مكسب تاريخي عظيم
محمد سالم با رماده

مرحلة التصعيد الرابعة رَدٌّ على العدو الصهيوني الأمريكي
عبدالله صالح الحاج

مرحلة التصعيد الرابعة.. نُصْرَةً لغَزَّة
أحمد الزبيري

اليوم العالمي للعُمال.. تذكير بالتنمية والسلام
* عبدالسلام الدباء

التعايش أو الصدام ولا خيار ثالث
المستشار المحامي/ محمد علي الشاوش

عيد العمال.. حقيقة وفكرة في طريق الأجيال
المستشار/ جمال عبدالرحمن الحضرمي

هل تنجح الضغوط في تغيير السياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية؟
د. طه حسين الهمداني

"إسرائيل" فوق القانون الدولي.. لماذا ؟!
طه العامري

صباحات لا تُنسى
شوقي شاهر

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)