موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


مجيديع يعزي الدكتور قاسم الداودي بوفاة والدته - حصيلة شهداء غزة ترتفع إلى 47518 - العثور على مقابر جماعية في مخيم جباليا - المبادرات التنموية البديل الذي كشف عورة الدولة - صنعاء تحذّر من سياسة العقاب الجماعي - إعلام العدو: 42 مليار دولار تكلفة الحرب على غزة - صنعاء: افتتاح معرض "من أرض البن إلى أرض الزيتون" - كسرت هيمنة الشركات الامريكية .. "ديبسيك" الصينية تهز الاسواق - مشافي غزة تستقبل 48 شهيدًا في 48 ساعة - الخارجية تُدين محاولات امريكا تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة -
مقالات
الميثاق نت - خيرالله خيرالله الميثاق نت

الخميس, 25-فبراير-2010
خير الله خيرالله -

ليس كافياً التوصل الى اتفاق لوقف أطلاق النار بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين كي يعم السلام محافظات عدة في المناطق الشمالية من اليمن. ابرز هذه المحافظات صعدة وعمران وحجة والجوف. كذلك، ليس كافياً قبول الحوثيين النقاط الست التي طرحتها الحكومة من اجل التوصل الى وقف القتال بشكل دائم، السلم الاجتماعي في تلك المنطقة شيء ووقف النار شيء آخر. المهم ان لا يكون الاتفاق مجرد هدنة تسقط عند اول خرق لها من هذا الطرف او ذاك او من اطراف خارجية متورطة في الحرب الدائرة، هذه الأطراف تضغط من اجل استمرار الحرب واستنزاف اليمن والجيش اليمني وتحويل منطقة الحدود السعودية- اليمنية الى بؤرة توتر تستخدم للضغط في هذا الاتجاه أو ذاك على هذه الدولة أو تلك...
لا داعي الى الدخول في التفاصيل وتسمية المتدخلين من الخارج في الشؤون اليمنية. ولكن لا بدّ في الوقت ذاته من امتلاك ما يكفي من الشجاعة للقول ان المشكلة المرتبطة بالتمرد الحوثي ذات ابعاد اخرى لا سيما داخلية. لم يكن ممكناً ان تكون هناك تدخلات خارجية في تلك المنطقة اليمنية لولا ان الأرض ومعها الأجواء مهيأة لمثل هذه التدخلات، فما لا يمكن تجاهله ان المشكلة معقدة وذات ابعاد عدة، هناك الجانب القبلي وهناك الجانب المذهبي وهناك جانب سياسي، وهناك جانب له علاقة بالاهمال الذي تعرضت له صعدة والمحافظات القريبة منها لفترة طويلة. هنا ايضاً، لا يمكن وضع اللوم كله على الحكومة التي تعاني منذ فترة طويلة من ضغوط هائلة حالت دون التركيز على التنمية بصعدة وعمران والجوف وحجة ومحافظات أخرى تعاني من الحرمان والتخلف، من بين الضغوط التي تعرضت لها الحكومة اليمنية نزوح عشرات آلاف اليمنيين من دول الخليج نتيجة حرب الخليج الثانية في العامين 1990 و1991 بعد اتهام اليمن الرسمي بالوقوف مع الغزو العراقي للكويت، وهذا امر غير صحيح على الاطلاق في حال العودة الى المواقف التي اتخذتها السلطات الرسمية اليمنية خلال فترة الاحتلال العراقي المشؤوم للكويت.
ترك نزوح عشرات آلاف اليمنيين، بل مئات الآلاف منهم، انعكاسات مدمرة على الاقتصاد اليمني الذي حرم من مداخيل ضخمة كان يوفرها العاملون في دول الخليج. صارت آلاف العائلات من دون معيل. وجاءت حرب الانفصال في العام 1994 والتجاذبات السياسية التي سبقتها، واستمرت نحو عامين، وكأنها استكمال لعملية استنزاف اليمن مالياً واقتصادياً. يضاف الى ذلك كله ان الفترة التي تلت وضع حد لحرب الانفصال تميزت بمزيد من الضغوط السياسية على اليمن وكأن المطلوب عزل البلد عن محيطه وتحميله أعباءً ليس في استطاعتها تحملها، بما في ذلك تدفق آلاف الصوماليين اللاجئين الى اراضيه...
هناك بالطبع جانب من المسؤولية تتحمله السلطات اليمنية نفسها، التي لم تأخذ علماً بخطورة النمو السكاني بوتيرة عالية وتأثير ذلك على التنمية وغياب أي نظرة بناءة الى اهمية التعليم وكيفية تطويره اضافة الى خطورة انتشار المدارس الدينية التي تخرج في معظمها أشباه أميين. ولكن، هنا ايضا، لا يمكن بأي شكل تجاهل الامكانات المحدودة للحكومة والادارة اليمنيتين من جهة وغياب المساعدات العربية والدولية والخطط التنموية البعيدة المدى من جهة اخرى.
الآن وقد قبل الحوثيون الشروط الستة للحكومة اليمنية، وعلى الرغم من ان وقف النار يبدو هشاً، هناك فرصة تسمح بالعمل من اجل تفادي حرب سابعة في صعدة وجوارها. البداية، كما يقول العقلاء تكون بالعمل على احتواء الحوثيين عن طريق الحؤول دون استفادتهم من التركيبة القبلية في المنطقة. إن أي انفتاح للحكومة اليمنية على القبائل، كل القبائل، من دون أي تمييز بينها سيساهم في خلق اجواء جديدة في المحافظات الأربع المعنية مباشرة بالحرب الدائرة منذ العام 2004. لا شك ان الانفتاح وحده ليس كافياً، بل يفترض ان ترافقه مشاريع كبيرة يظهر خلالها المجتمع الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي للمواطن اليمني العادي ان لديه مصلحة في السلم والاستقرار وفي رفض كل انواع التطرف، خصوصاً ارهاب "القاعدة" التي لا يقتصر انتشارها على محافظات معينة في الشمال، بل هي موجودة خصوصاً في مأرب وشبوة وأبين ومناطق يمنية اخرى في طول البلاد وعرضها.
هناك حاجة ماسة الى تثبيت وقف النار في شمال اليمن وتطويره في اتجاه تكريس السلم الأهلي. ثمة حاجة الى تحويل السلم الأهلي الى واقع عوض ان يحاول كل طرف التقاط انفاسه واعادة النظر في حساباته في انتظار جولة جديدة من القتال. ما يحتاجه اليمن اليوم هو الى تفكير في المستقبل وفي كيفية التركيز على مشكلة الجنوب. نعم، هناك مشكلة في الجنوب. انها مشكلة كبيرة من الأفضل عدم الاستخفاف بها. هناك في الجنوب من يريد بالفعل الانفصال غير مدرك للمخاطر التي يمكن ان تترتب على ذلك. وهناك في الشمال من يعتقد ان الوسائل التي استخدمت في الماضي للحؤول دون الانفصال لا تزال ناجعة. مثل هذا التفكير خاطئ. هناك مصلحة لجميع اليمنيين بأستمرار الوحدة ولكن هناك في الوقت نفسه حاجة الى طمأنة الجميع الى ان الوحدة لا يمكن ان تعني هيمنة أي طرف على الآخر. والطمأنة يمكن ان توافرها لامركزية موسعة نادى بها الرئيس علي عبدالله صالح منذ فترة طويلة. هل من يريد ان يستكين ولو قليلا، وان ينصرف الى التفكير في العمق في كيفية تفادي مزيد من المشاكل في اليمن، مشاكل يمكن ان تكون لها انعكاسات في غاية الخطورة على الاستقرار في دول شبه الجزيرة العربية كلها؟

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الجائفي والتعليم .. أشرف المعارك الوطنية (2-2)
د.عبدالوهاب الروحاني

حكايات وتحديات ذوو الاحتياجات الخاصة: شركاء في بناء المجتمع
د. منى المحاقري*

أنبوب مجهول لنهب خيرات الوطن
فتحي بن لزرق

بين أصوليتين..!
د.عبدالرحمن الصعفاني

خطة ترامب لتفريغ غزة: تهجير قسري أم حل للأزمة؟
عبدالله صالح الحاج

اليمن وحتمية عودة الوعي..
طه العامري

ملاحظات حول مقال الروحاني الموسوم (جار الله عمر) (2-2)
أحمد مسعد القردعي

سلامات صديق العمر.. يحيى دويد
د. طه حسين الهمداني

تَمَخَّض الجبل فولد نصف راتب مشوه!!
مطهر تقي

لأول مرة
عبدالرحمن بجاش

والدعوة عامة
علي أحمد مثنى

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)