امين الوائلي -
لجنة الوساطة -أو هكذا سمت نفسها- نصبت محاكمة بشعة ضد افراد القوات المسلحة والأمن ولكنها في المقابل لم تشر الى حادثة واحدة ولا عملية من تلك التي تستهدف حياة الضباط والجنود باستمرار.. حتى الآن سقط العشرات شهداء في هجومات وعمليات قنص وغدر.. واضعافهم من الجرحى والمصابين.. هؤلاء ليسوا محل عناية او تقدير اعضاء اللجنة الذين انطلقوا خلف محاكمات واتهامات ليست محايدة ولا موضوعية بالمرة ضد الجيش والأمن.
قال الموقعون على الرسالة ان هناك من أجبر اهل مران على أداء صلاة الجمعة في يوم السبت! وصدقوا ان هذه وردت في رسالة اللجنة.. ومهما كان خيالكم شاطحاً لن يجاري هذا المستوى من الشطح والفكاهة.. فرية كهذا ابرزت لها الرسالة مكاناً وبنت عليها ادانة وموقفاً باتاً لجهة تحميل الدولة مسئولية كل حدث ويحدث من تمرد ومواجهات وتخريب.
وحالات عدة لا تختلف عن هذه »الشطحة« ضمنتها اللجنة تقريرها المشحون بالانحيازية الطافحة.. وجميعها اجتهدت في تبرئة التمرد وعناصره وجماعاته المدججة بالعنف والمندفعة الى القتل.. يقابل ذلك يقينية عجيبة في محاكمة الطرف الآخر -الدولة وجيش وأمن الدول وتحميله كامل الادانة في كل ما جرى ويجري.. وكأن الآية انعكست تماماً، او انها لم تعد لجنة وساطة بل »ادانة« ومحكمة مطلقة القرار والصلاحيات.
لم يعد بالإمكان مجاملة او تلمس معاذير احتمالية ولو من بعيد لما وقعت فيه لجنة كهذه من انحياز وتحامل أخرجاها عن معنى الوساطة والحيادية المطلوبة في مثل هذه المجهودات والقضايا.
وفي حين تغاضى الموقعون وتجاهلوا الجرائم التي اقترفها المتمردون ضد افراد الجيش والأمن وكأنها لم تكن.. يكذِّبهم صراحة وعلانية المتمردون انفسهم.. وهؤلاء اكثر حيادية -على ما يبدو- من »الوسطاء«!
بيانات وتصريحات باسم الإرهابيين بالعشرات تكتض بها المواقع والصحف المحلية ليلاً ونهاراً.. تتحدث عن »هجوم عنيف« نفذه »انصار الحوثي«، وعن »عملية جريئة ناجحة استمرت الى الفجر واستهدفت القوات المتواجدة في مبنى ادارة الأمن بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة« كما ورد في بيان تناقلته المواقع المحلية يوم الجمعة الماضية.
هذه كلها اعترافات علنية يفاخر بها عناصر الحركة.. بل ويحددون اهدافهم بدقة وانها مؤسسات ومرافق رسمية تابعة للدولة والحكومة والسلطات المحلية.. فماذا سيقول »الوسطاء« وهل يكذِّبون اصحاب الشأن انفسهم؟!
واذا كان الموقِّعون على رسالة اللجنة قادرين على التعامل مع المواقع الالكترونية.. يمكنهم الرجوع اليها بسهولة للاستزادة وملاحظة كم فاقتهم من الحياد.. وعلينا التذكير بأن الفارق بين الوساطة والانحياز كالفارق بين التقرير واسم اللجنة.. والسلام.
شكراً لأنكم تبتسمون..