الميثاق نت - دعا الداعية الاسلامي الحبيب علي زين العابدين بن عبد الرحمن الجفري الدعاة والعلماء في اليمن الى ترشيد العمل السياسي وتوجيهه دونما التنافس على السلطة من خلاله حتى لاتختلط حينئذ المصالح العامة بالمصالح الشخصية، معتبرا مايجري في اليمن لعبة سياسية -وليس ثورة -لاعوان النظام في الامس ومتهمون بجرائم قتل ونهب ثروات الشعب
وفي اشارة منه الى فتاوى دينية سابقة لقيادات حزبية وعلماء من تجمع الإخوان المسلمين (الاصلاح) منهم وزير العدل الاسبق والقيادي في الاصلاح الدكتور عبدالوهاب الديلمي، اشار الجفري- إلى أن هناك من استغل الخطاب الإسلامي بالأمس لإعطاء مشروعية دينية للنظام في 94 ووصفوا القتال في صف النظام بالجهاد في سبيل الله، ولهم خطب تتحدث عن كرامات المجاهدين بزعمهم ضمن مظلة هذا النظام الذي صرنا نسمع من الأشخاص أنفسهم اليوم خطابًا إسلاميًا يعد الثورة عليه أيضًا جهادًا في سبيل الله!) مؤكدا ان هناك فرق بين قضية الدخول في حلبة التنافس السياسي وبين ان يكون للخطاب الاسلامي دور في ترشيد الخطاب السياسي.
وفي حوار نشرت صحيفة (المدينة السعودية)، عبر الداعية الحبيب الجفري عن حزنه لما يجري في اليمن قائلا: ما أراه في اليمن يحزنني ويؤلمني بصفتي يمنياً وبصفتي مسلماً وخادماً للدعوة وبصفتي انساناً وهو أمر مقلق للغاية ، واضاف : ليس من منهجنا ان نبحث عمن نحمله مسؤولية المشكلة وأحب دائماً ان نسلك سبيل نقد الذات لأنه من واجب الداعي الى الله عز وجل فضلاً عن العالم المتمكن ان يتحقق من الأمر لا ان يكون مجرد ناقل لخبر يراه اويسمعه فصفة التثبت صفة نحتاج إلى إحيائها وتقويتها في الخطاب الاسلامي.
واكد الجفري اختلاف اليمن عن بقية الدول العربية قائلا : ( الوضع في اليمن له خصوصية مختلفة تماما عن بقية الدول و ان كل ما يجري في اليمن له انعكاسات على دول المنطقة ومصالح متعلقة بدول العالم الكبرى.
واضاف :( اليمن يقوم على أهم ممر بحري في العالم من جهة باب المندب الذي يقابل قناة السويس ومن جهة الممر الكبير الواسع بحر العرب)
وأشار إلى أن اليمن يعاني مثلما تعاني بعض الشعوب الاخرى وأن كثيرا من الناس خرجوا يطالبون بحقوقهم لكن ما جرى بعد ذلك هو أن اختلطت كثير من الامور وكثير من التوازنات فلم تعد هناك ثورة ضد نظام بل اصبح بجانبها أيضًا لعبة سياسية ممن كانوا بالأمس مع النظام، ومنهم من يُتهم في جرائم القتل، ومنهم من يُتهم بنهب ثروات الشعب، فإذا بهم اليوم يعلنون أنفسهم ثوريين بل ويتحدثون باسم الثورة.
وقال :هناك دول لها مصالح ومطامع في منطقتنا التي يسمونها بالشرق الاوسط وفيها مكمن مصالح الدول الكبرى في العالم وصراعاتهم, فلا يوجد عاقل يتوقع ان تحصل كل هذه الاحداث دون محاولات خارجية ضالعة في تفجيرها او تهدئتها او توجيهها او استغلالها" واضاف قائلا: ان الاحداث في الواقع العربي الراهن خليط مع قضايا ومحاولات استغلال من قبل اصحاب مصالح ضيقة.
وقال: لكل داعية اذا كان عنده درايه وفهم في موضوع ما وفي رؤية الشرع فيه ان يوجه خطابه في تبيين الصواب من الخطأ وما ينبغي ويحسن مما لا ينبغي ولا يليق. |